عنوان الفتوى : كيفية طلب العلم للمبتدئين
بداية أنا شخص ملتزم، أسأل الله أن يثبتني على الصراط المستقيم، وأوشكت على حفظ القرآن الكريم، وطالب جامعي بأحد التخصصات العلمية، ولكن لدي تشتت في الذهن بسبب أني أريد أن أطلب العلم، وأنا أعتقد أن طلب العلم الصحيح لا يكون إلا على يد شيخ أو عالم أصيل، وللأسف فأنا أعيش في منطقة بها أكثر من 250000 نسمة، ومع ذلك لا أجد عالما أو شيخا أصيلا آخذ منه العلم الشرعي، وإذا عقدت دورات أو حلقات علمية قد لا يعلم عنها الكثير أين ومتى تقام؟ علما أني لا أستطيع أن أسافر لطلب العلم بسبب تعليمي الجامعي فهو مهم، فهل أستطيع تحصيل العلم من الكتب الشرعية متدرجا مع الاستعانة بالشروح الصوتية والمكتوبة؟ ثم ما هو الأفضل أن أختم القرآن حفظا وتجويدا، ثم أستزيد من تعلم القرآن وتفسيره وتعلم القراءات العشر وهو الأفضل لدي؟ أم أن أتنوع في العلوم الشرعية من عقيدة وفقه وحديث... إلخ؟ وما هي أفضل الكتب للمبتدئ سواء لتعلم القرآن وعلومه أو لتعلم العلوم الشرعية الأخرى؟ أفيدونا مشكورين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك على ما تريد، وننصحك بالإخلاص لله تعالى، فإن الإخلاص من أعون الأشياء على تحصيل العلم، كما ننصحك بالاجتهاد في الدعاء، فإن الخير كله بيد الله تعالى، ولا حرج في تلقي العلم عن طريق الكتب السهلة والشروح المسجلة، وخاصة شروح الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ فإن له شروحا في شتى العلوم، وفيها نفع كثير إن شاء الله، والواجب عليك أن تدرس أولا ما تَعَلُّمُه فرض عليك، والعلم الواجب تعلمه قد بيناه في الفتوى رقم: 24216، والفتوى رقم: 170405، فهذه العلوم أولى بالتقديم إذ تعلمها متعين، ثم انظر بعد ذلك في حال نفسك واستعدادك وما أنت أميل إليه، وما يمكنك الإنجاز فيه، وما فتح الله عليك في تعلمه فاجتهد فيه، وأما منهج دراسة العلوم الشرعية فقد بسطناه في فتاوى كثيرة. انظر منها الفتاوى التالية أرقامها: 211543، 211990، 57232.
وأما علوم القرآن فمما يبدأ به طالب العلم كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، أو المحرر في علوم القرآن لمساعد الطيار، ومقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، ثم يترقى بعد ذلك ليقرأ الكتب الكبار مثل البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، وفي تجويد القرآن يبدأ الطالب بتحفة الأطفال حفظا وفهما، ثم المقدمة الجزرية ثم الشاطبية وهكذا، مع التنبه إلى أن هذا العلم لا يحصل على وجهه إلا بالتلقي من أفواه المشايخ، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.