عنوان الفتوى : حكم المسلم الذي يعيش في منطقة يسكنها نصارى ولا يوجد فيها مسجد
ما هو حكم المسلم الذي يعيش في منطقة مسيحية، ولم يصل في جامع طوال مدة عيشه في هذه المنطقة؟ علمًا أن مكان عمله يكون فيها، وهو يعمل في البناء، وهل عليه أن يغير مكان سكنه؟ علمًا أن مناطق المسلمين بعيدة عنه. وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كانت المنطقة المشار إليها لا يوجد فيها مسجد، فإنه لا إثم عليه في عدم الصلاة في مسجد، ولو طالت المدة، وكذا لو كان فيها مسجد بعيد بعدًا يتعذر معه سماع النداء، فيما لو أذن المؤذن من على مكان مرتفع من غير مكبر صوت؛ فإن صلاة الجماعة في المسجد لا تجب حينئذ حتى عند القائلين بوجوبها.
وإذا كانت البلدة يسكنها النصارى دون غيرهم، فلا شك أن الأولى تركها والذهاب لقرية أو بلدة يسكنها المسلمون؛ لما قد يترتب على الإقامة بين أظهر المشركين من مفاسد على دين المسلم، ولا يجب الخروج من تلك القرية إلا إذا خشي على نفسه الفتنة، أو لم يستطع إقامة شعائر الدين.
فالنصيحة المبذولة للمسلم المشار إليه في السؤال بأن يبادر إلى الانتقال إلى بلدة يسكنها المسلمون أو يكثر فيها المسلمون في أقل الأحوال.
والله تعالى أعلم.