عنوان الفتوى : هل يستجاب دعاء تارك الصلاة ودعاء غيره له؟
هل يستجاب دعاء الشخص الذي لا يصلي؟ وهل يستجاب دعاء الآخرين له سواء بالهداية أو بأي شيء آخر من مصالح الدنيا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد يجيب الله تعالى دعاء تارك الصلاة حتى ولو كان كافرًا بتركها كمن تركها جحودًا أو كسلًا على القول بكفره، وقد رجحنا في الفتوى رقم: 123185 أن الله تعالى يستجيب دعاء الكافر في الدنيا، وأيضًا دعاء المؤمن لتارك الصلاة بالهداية أو غيرها قد يستجيبه الله تعالى.
ويجب على تارك الصلاة أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وأن لا يتكل على دعاء غيره له، وليعلم أن حجة الله تعالى عليه قائمة، وأن الله تعالى دلّه على طريق الخير، ومكّنه من سلوكه، فليس له حجة في زعمه بأن الله تعالى لم يهده، وقد قال -عز وجل-: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} [سورة البلد: 10]، يَعْنِي بالطَّرِيقَيْنِ: طَرِيقَ الْخَيْرِ وَطَرِيقَ الشَّرِّ. أَيْ بَيَّنَّاهُمَا لَهُ بِمَا أَرْسَلْنَاهُ مِنَ الرُّسُلِ. وقال تعالى: {إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ} [سورة الإنسان: 3]، أَيْ بَيَّنَّا لَهُ وَعَرَّفْنَاهُ طَرِيقَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ بِبَعْثِ الرُّسُلِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: أَيْ بَيَّنَّا لَهُ السَّبِيلَ إِلَى الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ.
والله تعالى أعلم.