عنوان الفتوى : بطلان ما يقال عن الإنسان الزوهري
قرأت في أحد المواقع عن الإنسان الزوهري ، وهو إنسان له علامات يتميز بها عن غيره من البشر ، ويزال عنه الغشاء إذا تُلي عليه آيات قرآنية معيّنة فيستطيع رؤية الجن وغيرها ، أي أنه يمتلك قدرات غريبة ، جذبني هذا الموضوع الغريب لذا إستغربت لعدم علمنا بهذه العينة من البشر. سؤالي هو: أهذا حقيقي ومعترف به في ديننا الإسلامي؟ وإن كان كذلك فما هي الآيات القرآنية التي تزيل الغشاء عن عينيه؟
الحمد لله
ما يقال عن الإنسان الزوهري ، أو الزهري ، هو محض خرافة ودجل، لا وجود له.
وقد زعموا أن هذا الإنسان يولد في البروج الهوائية حسب تصنيف الأبراج ، وأنه يعرف بعلامات في يده ورأسه ولسانه وعينه ، وأنه من ولد الجن ، يضعونه مكان ولد الإنسان فور ولادته ، وأن له دما متميزا عن غيره ، وأن الجن يحبه ، وأنه يرى الكنوز .
وهذا كله إفك وكذب مبين، وهو من حيل الشياطين ، لإيقاع بني آدم في التعلق بالنجوم، وإلإيمان بالخرافة .
والأبراج والنجوم لا تأثير لها في صفات الإنسان، ولا شيء مما يكون في الكون البتة ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ ؛ زَادَ مَا زَادَ أخرجه أبو داود (3905)، وابن ماجه (3726).
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك: " ما رأي الإسلام فيما يقال: إن لكل مولود في كل برج (الأبراج الفلكية)، كبرج الدلو مثلاً ، صفات معينة؟
فأجاب: هذا الزعم هو فقه المنجمين الذين يربطون الحوادث الأرضية بتأثير النجوم والطوالع والبروج، وهو ضرب من السحر، ورجم بالغيب ، جاء في الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد) أخرجه أبو داود (3905)، وابن ماجة (3726). وهو حديث حسن
فالقول: إن لهذه الأبراج تأثيراً على صفات المواليد وأحوالهم ، وأخلاقهم، ومستقبلهم، هو قول باطل في الإسلام. فكل برج، أو نجم يولد فيه الطويل والقصير، والطيب والخبيث، والغني والفقير، يولد فيه من يعمّر ومن لا يعمّر، يولد فيه الجميل والقبيح.
فقول المنجمين في هذا : قول باطل في الإسلام، وهو من ادعاء علم الغيب، وادعاء علم الغيب منازعة لله -سبحانه وتعالى- في قوله: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)..." انتهى من :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=103917
وكذلك الزعم بأن إنسانا إذا قرئ عليه القرآن رأى الجن، كذب وزور .
والأصل أن الإنسان لا يرى الجن؛ لقوله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ الأعراف/27 .
وقد يرى الممسوس أو المسحور الجن، لكن إذا قرئ عليه القرآن تأذى الجني وفارقه غالبا، لا أن القراءة تجعل الإنسان يراه!
وأما ما يتعلق برؤية الكنوز، فالغالب أن السحرة يتقربون للجن بذبح بعض الأطفال للوصول إلى الكنوز، ثم يُشيعون أن الطفل قادر على الوصول إلى الكنز .
ولو كان هذا صحيحا ، ما قتلوه ، ولأبقوا عليه .
لكن من المعلوم أن الساحر لا تطيعه الجن إلا إذا تقرب لها بالكفر والشرك، كأن يسجد أو يذبح لها، أو يلقي القرآن في نجاسة، ونحو ذلك من صور الكفر.
والحاصل :
أنه لا أصل لما ذكرت، وليس هذا إلا كذبا يشيع في البلدان التي ينتشر فيها السحر ، لصرف الناس عن أصل الجريمة العظيمة ، وهي تقرب الساحر إلى الجن بذبح بعض الأطفال.
وأما أكثر المسلمين فلا يعلمون شيئا عن الإنسان الزهري، ولا يلتفتون إلى العلامات المزعومة.
والنصيحة لك أن تنشغلي بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن تعلمي أن الحفظ من الجن إنما يكون بالطاعة والذكر، وأن رؤية الجن لا خير فيها ، ولا يُحرص عليها، وأن الجري خلف الكنوز بضاعة المفاليس، فدعي عنك هذا كله، ولا تلتفتي إلى المواقع غير الموثوقة ممن ينشر هذه الأباطيل.
والله أعلم.