عنوان الفتوى : حكم ترك النوافل عمدا وهل يلزم قضاؤها؟
ما حكم من ترك السنن الرواتب سنين متعمدا؟ هل عليه قضاؤها؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن يتعمد ترك السنن الرواتب من دون عذر، ومن فعل ذلك فقد فوّت على نفسه خيرا كثيرا وأجرا عظيما، فهذه السنن ـ زيادة على ما فيها من الخير ـ تجبر النقص الذي قد يحصل في الفرائض ففي سنن ابن ماجه والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك.
والواجب على المسلم من الصلوات في اليوم والليلة إنما هو الصلوات الخمس، وهي التي يعاقب تاركها، وأما السنن فيثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ولا يجب قضاؤها؛ لأنها ليست واجبة أصلا، ولكن تاركها مفرط في الثواب كما أشرنا.
وقد سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ: من الملاحظ عند انتهاء الصلاة خروج بعض المصلين دون أن يؤدوا ركعتين بعد الصلاة، ويعتبرونها غير مهمة أو غير جزء من الصلاة، فما الحكم في ذلك؟
ج: ليس [كل] صلاة بعدها ركعتان، إنما هذا يشرع بعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء، هذه الأوقات الثلاث يشرع فيها ركعتان، بعد الظهر ركعتان، وبعد المغرب ركعتان، وبعد العشاء، وإذا خرج من المسجد وصلاها في البيت فهو أفضل؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصليها في البيت، ويقول: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» فإذا خرج وصلاها في البيت هذا أفضل، أما إن تركها بالكلية فقد ترك سنة ليست واجبة فلا شيء عليه لكنه ترك المنافسة في الخير، وترك هذه السنة التي حافظ عليها النبي عليه الصلاة والسلام، فالمشروع للمؤمن أن يأتي بهذه السنة، إما في المسجد وإما في البيت، وفي البيت أفضل... اهـ
وانظر الفتوى رقم: 12795، للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.