عنوان الفتوى : تارك السنن يستحق اللوم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حكم من يصلي صلوات الفرض باستمرار ولكنه لا يقيم صلاة السنة؟؟ وهل هناك فرق بين سنن الصلوات الخمس ، أم أن كل السنن متساوية؟؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله عز وجل فرض على عباده خمس صلوات كل يوم وليلة، ثبت هذا في أكثر من حديث في الصحيحين وغيرهما، كقوله صلى الله عليه وسلم: لمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة.." وجعل صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات حداً بين المسلمين والكافرين فقال: "العهد -أي الحد- الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" ولا يجب على المسلم غيرها من الصلوات، إلا الجمعة والجنازة بشروط مذكورة في كتب الفقه، ولكن قد أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم"إن أول ما يحاسب به العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح، وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن نقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة" رواه الترمذي.
فتكمل الفرائض بالتطوع، وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده، فإنه لما أوجب على عباده عبادات شرع لهم من جنس تلك العبادات نوافل ليكملوا بها تلك الفرائض، وذلك ملاحظ في نوافل الصلاة والصوم والصدقة والحج، فلا ينبغي لمسلم التهاون أو التفريط في نوافل الصلاة،
لأنها تعوض له ما في فرائضها من نقص لا تسلم منه الفرائض في بعض الأحيان، وذلك في وقت هو في أمس الحاجة إلى هذه النوافل، وهو وقت وزن الأعمال، وعرضها على الكبير المتعال.
ومن تهاون بالنوافل المؤكدة وتركها مع يسرها وسهولتها فإنه يستحق اللوم والتوبيخ عند أهل العلم، يدل على ذلك أن الإمام أحمد -رحمه الله- سئل عمن ترك الوتر؟ فقال: رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة.
هذا مع أنه لا يقول بوجوب الوتر.
أما عن سنن الصلوات الخمس هل هي متساوية أم متفاوتة؟
فالجواب أنها متفاوتة في التأكيد، فآكدها الرواتب التي داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي عشر كما ثبت في حديث ابن عمر في الصحيحين وهي: ركعتان قبل الفجر، وركعتان قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وآكدها: الركعتان قبل الفجر.
والله أعلم.