عنوان الفتوى : حديث لا أصل له في حديث النفس في الصلاة .

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

وردني من أحد الأخوة السؤال التالي : هناك حديث روي أمامي ، ولكن لم احفظه ، ولكن بما معناه : مرة كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول لأصحابه : من يقدر منهم على الصلاة من دون التفكير في شئ سيعطيه عباءته ، فتقدم سيدنا علي كرم الله وجهه وصلى ، وعندما انتهى سأله النبي ألم تفكر في شي غير الصلاة ؟ فقال بلى يا رسول الله ، فكرت أي عباءة ستعطيني القديمة أم الجديدة ؟ . فهل هذه الرواية صحيحة ؟ وهل فيها حديث صحيح ؟ وما مصدرها ؟ وفي أي كتاب وردت ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله

أولا :

حديث النفس في الصلاة ، بما ليس من شأن الصلاة ينقص أجرها ، لإخلاله بالخشوع المشروع فيها ؛ ولكن لا يبطلها بالكلية ، قال ابن عثيمين رحمه الله :

" ذهول القلب وغفلته ، والوسوسة ، وحديث النفس : لا يبطل الصلاة ، لكنه ينقصها نقصانا كبيرا ، حتى ينصرف من صلاته وما كتب له إلا نصفها أو ربعها أو عشرها .

وقد شكا الصحابة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأمرهم إذا أحسوا بذلك أن يتفلوا عن يسارهم ثلاث مرات، ويستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم .

قال الرجل الذي روى ذلك ، وقد أصيب به: ففعلت ذلك فأذهب الله عني ما أجد .

فدواء هذه الوساوس: أن يتفل الإنسان عن يساره ثلاث مرات، ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك أزال الله هذا عنه " انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (8/ 2) بترقيم الشاملة .

وينظر السؤال رقم : (34570)، (132081) .

ثانيا :

ما ذكر في السؤال من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما : من صلى منكم دون أن يفكر في صلاته سأعطيه عباءتي ، فصلى عليّ ، فلما سلم سأله النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال إنه تفكر في صلاته: أي عباءتي النبي سيعطيه النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هذه القصة : لم نجد لها أصلا، ولم نجد أحدا من أهل العلم ذكرها ، فلا يعول عليها ، ولا يشتغل بها ، لأنها من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ، وهذا من كبائر الذنوب .

وعلى المسلم أن يحرص على الخشوع في صلاته ، ويتفكر فيها ، ولا ينشغل بخارج عنها ، ويتدبر ما يتلو من القرآن ، ويذكر الموت ، ويحرص على أداء الصلاة بسننها وواجباتها ، ولا يلتفت في صلاته ، وإذا نابه شيء من وساوس الشيطان فإنه يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ويتفل عن يساره ثلاثا .

والله تعالى أعلم .