عنوان الفتوى : حكم رسم الماندالا مع ارتباطها بالمعتقدات البوذية الوثنية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هناك فن رسم إسمه الماندالا ، وهو : عبارة عن أشكال هندسية أو عشوائية متكررة بنظام داخل دوائر تتوسع ، وعندما بحثت عن أصله وجدته عبارة عن طقس ديني للهندوس والبوذيين للتعبير عن أصل الكون الميتافيزيقي ، وما إلى ذلك من معتقداتهم ، ولكنه الآن انتشر كفنّ أو كوسيلة للتخلص من الضغط النفسي ، والطاقة السلبية حسبما يقولون ، فهل تجوز لي ممارسته كهواية فقط ، طالما أنه انتشر دون أي اعتقاد من اعتقادات الكفار ، أو أهل الطاقة بل للتسلية فقط ؟ فالناظر للزخرفة الإسلامية يجد فكرتها متشابهة ببتكرار أشكال هندسية بنمط معين .

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله

الماندالا رسومات لها ارتباط بمعتقدات وثنية كما ذكرت.

ومما جاء بشأنها:

" يعتبر فن ماندالا ، أو الرسم بالرمال ، أحد الفنون التي تتميز بها البوذية التبتية، ويعد أكثر فن ديني تفردا وروعة، وانتقل هذا الفن في القرن الـ11 من الهند إلى التبت، وحافظ الرهبان على ممارسته حتى الآن، حيث يستخدمون حبات الرمل الملونة لتصوير العالم البوذي خلال الأنشطة الدينية المهمة ،  يعتمد إعداد كل لوحة على الوقت والحجم ومدى التفاصيل التى تشتمل عليها وقد يستغرق إعداد لوحة عدة أيام أو أشهر.

وتعتمد فكرة ماندالا على طرد الشياطين خلال إقامة الأنشطة الدينية، حيث يصمم مذبح القرابين على أشكال دائرية أو مربعة، ويتضرع الرهبان إلى آلهتهم ويدعونهم لحضور النشاط، ويرسمون صورة الإله الأكبر بالرمال على المذبح.

وفي البوذية التبتية يكون ماندالا متنوع الأشكال وهو مقدس، ويظهر دائما على لوحات الثانغكا وجدران وأسقف المعابد.

ماندالا (يعني الدائرة في اللغة السنسكريتية), والتي يتم  رسمها  من الملايين من حبات الرمل المصبوغ أو الطلاء .

يقضي الرهبان أياما لتقديم هذه التحفة المعقدة, مع أقصى قدر من الرعاية والدقة.

وتُعقد الماندالا للمساعدة في التنقية والشفاء ، وتمثل قيمة البوذية من الرحمة, لذا فإن عملية صنع واحدة, ينطوي على بعض الطقوس, حتى في الوقت الذي يدمر فيه التصميم في نهاية الحفل.  يبدأ حفل الافتتاح,  ويصلي الرهبان ويهتفون لتقديس المكان, ثم يبدأ رسم التصميم التفصيلي من المركز إلى الخارج على منصة خشبية" انتهى 

ومما قيل عنها أيضا:

" حين تقوم بشراء إحدى كتيبات الماندالا، خاصة وإن كنت تمارس تلك التمارين دون إشراف طبي، ستجد في هذا الكتيب مؤشرا للألوان التي يجب أن تستخدمها في التلوين حسب حالتك النفسية، فالأحمر يجب أن تستخدمه في التلوين حين تشعر بالضعف وعدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، أو ردع أحد الأشخاص المستغلين في حياتك، ووقتها يمدك الأحمر بالقوة، وإذا كنت بحاجة لبعض الحساسية والحب والانسيابية في حياتك، فاللون الوردي هو ما يجب أن تستخدمه كثيرًا في التلوين، أما البنفسجي عليك استخدامه حين تفتقد القدرة الإبداعية في حياتك وعملك؛ ووقتها سيمدك هذا اللون بالأفكار المميزة ويعمل على تنقية عقلك من الأفكار السيئة، الأزرق من أجل ثقة أكبر في نفسك، والأخضر حين تتملكك الغيرة من الآخرين، والبرتقالي من أجل الطاقة والشعور بالحيوية، والأصفر من أجل الشجاعة والانطلاق" انتهى

وهذا كله له ارتباط ظاهر بمسألة العلاج بالطاقة، وهو ضرب من الوثنية، كما بينا في جواب السؤال رقم : (284674) ، ورقم : (178938) .

وإذا كان الأمر كذلك، فإنه لا يجوز ممارسة هذا النوع من الفن ولو بنية حسنة، لما في ذلك من التشبه بالكافرين ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم:  مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ  رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود".

ولا تشفع النية الحسنة في التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم ، من الأعمال ، والعادات ، ولو فيما هو أدنى من ذلك ؛ فكيف بعمل من أعمالهم الظاهرة المبنية على عقائدهم الوثنية الشركية ، ومثل هذا لا يخفى قبحه وتحريمه .

هذا مع احتمال أن يتسرب إلى نفس الإنسان أن اللون الفلاني يمد بالقوة، أو يزيل الاكتئاب، أو يعطي الشجاعة، واعتقاد ذلك نوع من الشرك؛ لأنه إثبات السببية لما ليس سببا.

والله أعلم.