عنوان الفتوى : ترك الصلاة قطع للصلة بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأعاني من عدم المواصلة في الصلاة (متقطع) مع أني أقوم بإخراج الصدقات ومساعدة الناس كثيراً وبالنسبة لزوجتي فإنني عندما أقدمت على الزواج منها وتزوجتها انقطعت عن الصلاة علما أنها كانت تحافظ على صلاتها قبل الزواج، فما هي النصيحة بارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة من أعظم فرائض الدين، وهي الصلة بين العبد وربه، والركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، يتميز بها المسلم عن الكافر. روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة.
لذلك فقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة ولو كان متهاوناً في أدائها مع إقراره بفرضيتها أنه يكفر بذلك كفراً مخرجاً عن ملة الإسلام، فكيف يجرؤ المسلم أن يعرض نفسه لهذا الحكم الخطير، الذي عاقبته الخلود في جهنم ؟ أم كيف يرضى الإنسان أن يقطع الصلة بينه وبين ربه؟!! فلعله بذلك يُوكَل إلى نفسه فلا يبالي الله تعالى بأي واد هلك.
فالواجب على السائل أن يتقي الله تعالى ويتوب إليه الندم، كما أن الواجب عليه تعليم زوجته ونصحها وتوجيهها، وليكن ذلك بأن يكون أولاً قدوة حسنة لها، فلعلها تكون قد اقتدت به في التفريط في الصلاة، فإذا أصلح حاله بالمحافظة على الصلاة أصلحت حالها كذلك، وليضع نصب عينيه قول الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طـه:132].
وليتذكر قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ [التحريم:6].
والله أعلم.