عنوان الفتوى : كتابة الذكر وتعليقه بهذه الكيفية بدعة محرمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [الأعراف:3].
وقال جل وعلا: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى:21].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.
ومن هذه الأدلة وما جاء في معناها، قال العلماء: الأصل في العبادات التوقيف، أي لا تشرع إلا بدليل، ومن المعلوم أن الذكر من أنواع العبادات التي لا تصح إلا إذا كانت موافقة للشرع صيغة وكيفية وهيئة.
إذا عرفت هذا فاعلم أن العمل المذكور في السؤال، ليس عليه أثارة من العلم وهو بدعة محرمة، لأن الأذكار إنما شرعها الله ليلفظها المسلم بلسانه ويعيها بقلبه ويحوز ثوابها بمقدار تحقيق ذلك، أما كتابتها ووضعها بحيث تحركها الريح، فهذا من العبث والتعبد بالهوى لا بما شرع الله لعباده، وفاعل ذلك آثم غير مأجور.
وعلى المسلم أن يترسم خطا نبيه صلى الله عليه وسلم في دعائه وذكره وسائر عباداته، لا أن يبتدع، قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه أحمد، وزاد النسائي: وكل ضلالة في النار.
وقال أيضاً: إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. رواه البيهقي وغيره، وزاد الترمذي في رواية: قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي.
والله أعلم.