عنوان الفتوى : حول القصة المشهورة عن علي بن أبي طالب وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم له :" البائع جبريل والمشتري ميكائيل
هل يصح هذا فقال له الرسول الكريم: يا علي، البائع جبريل و المشتري ميكائيل، حكى أن عليا كرم الله وجهه مكث هو وزوجته السيدة فاطمة رضي الله عنها وأولادها ׃ الحسن و الحسين و الحارث ثلاثة أيام لم يتذوقوا فيها طعام. وكان للسيدة فاطمة إزار (شال) فأعطته عليا ليبيعه، ويشتري بثمنه طعاما. فأخذه سيدنا علي. وباعه بستة دراهم. وحينما كان علي ذاهبا ليشتري طعاما قابله بعض الفقراء، فتألم لحالهم، وتصدق عليهم بالدراهم الستة التي معه، وهى ثمن الإزار(الشال) الذي باعه وفي أثناء ذهابه إلي بيته، لقيه جبريل عليه السلام في صورة إنسان ومعه ناقة من الجنة، فقال له: يا أبا الحسن اشتر منى هده الناقة. فقال له علي: ليس معي ثمنها، ولا يمكنني شراؤها. قال البائع: يمكنك أن تشتريها، وتدفع ثمنها فيما بعد. فسأله علي: بكم تبيعها ؟ قال البائع: بمائة درهم فرضي علي، وقبل شراءها منه بدلك الثمن المؤجل ، و اخدها، ودهب . فقابله ميكائيل علي صورة رجل أعرابي وسأله: هل تبيع هده الناقة يا أبا الحسين ؟ قال علي: نعم، أبيعها؟ قال: بكم اشتريتها أجاب علي: اشتريتها بمائة درهم. قال ميكائيل: أنا اقبل شراؤها منك بمائة وستين درهما، فيكون ربحك ستين درهما. فباعها علي له بدلك الثمن، ودفع له المشتري مائة وستين درهما. فأخذها علي، ومشي إلى بيته، فلقيه في الطريق البائع الأول وهو جبريل، فسأله هل بعت الناقة يا أبا الحسن ؟ أجاب علي: نعم، بعتها. قال جبريل: أعطني حقي. فدفع له المائة درهم، وبقي معه ستون درهما. فدهب بها إلى بيته، ووضعها بين يدي السيدة فاطمة رضي الله عنها. فسألته من أين لك هدا المال ! أجاب علي تصدقت بستة دراهم على قوم الفقراء، فأعطاني الله ستين درهما، فكان ربح كل درهم عشرة دراهم. ثم قابل علي الرسول صلى الله عليه و سلم..
الحمد لله
هذه القصة التي ذكرها السائل الكريم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا أصل لها ، وليس لها إسناد أصلا .
وقد ذكرها الصفوري في "نزهة المجالس" (2/6) بدون إسناد فقال :" حكاية : ثم ساقها .
ونقل الحلبي في "السيرة الحلبية" (2/282) أن السيوطي سئل عن هذه القصة فأجاب بأنها من الكذب الموضوع .
وأغلب الظن أنها من وضع القصاص ، أو من أكاذيب الروافض .
وأما فضائل علي رضي الله عنه فكثيرة جدا ، وثابتة ، ولا نحتاج لإثباتها مثل هذه الحكايات المكذوبة .
وأما ثواب المتصدق ، وإخلاف الله عليه ، فهو ثابت أيضا بالقرآن وصحيح السنة .
قال الله تعالى :" وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " سبأ/39 ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا " . أخرجه البخاري (1442) ، ومسلم (1010) .
فلا نحتاج لتقرير ذلك هذه القصص المكذوبة ، وفي الصحيح غنى ، والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |