عنوان الفتوى : حكم سفر المرأة وحدها لحاجة العمل
أنا محتاجة لاستشارة بأسرع وقت لأن تفكيري مشتت. أنا بنت تخرجت من الجامعة منذ أربع سنوات، ونسبة لظروف أهلي بحثت عن وظيفة ولكن لم أجد، ومن فترة تعرفت على شخص يعمل في بنك ربوي وظيفته تسويق القروض، هذا الشخص ينتهز فرصة من الشركات التي تقدم لأخذ قروض من البنك ويعمل معهم اتفاقية على أنه يأخذ منهم تأشيرات عمل حتى يساعد بها أبناء وطنه ليتوظفوا بالسعودية، وهو يقول إنه يعمل هذا دون مقابل فقط ليساعد أبناء الوطن؛ لأنه ببلدنا لا تتوفر وظائف، هو عرض علي أنه يمنحني تأشيرة عمل مناسب ليس في البنك طبعا بمكان آخر، ولكن أحببت أن أتركها لله، لم أعد ربي بهذا، ولكن دار هذا الكلام بيني وبين نفسي؛ لأني في يوم تخليت عن وعدي مع ربي بسبب السفر للعمل، وتبت لله واستغفرت عن هذا، وقلت الآن جاءتني فرصة أن أترك حاجة لله وأشتري الآخرة. ولكني محتارة لأنه كل ما أنظر لظروف أهلي أفكر في السفر، وفي نفسي أفكر وأقول يمكن أن يكون خيرا إذا سافرت للسعودية إن شاء الله أحج وأعتمر وأشتغل، وأحجج أمي وأبي، كل هذا تفكير بيني وبين نفسي أو وسوسة الله أعلم، مع العلم أن ظروفنا صعبة، وأبي بالمعاش، وإخوتي أصغر مني، ولكن نحمد الله. سؤالي الآن ماذا أفعل؟ هل الخير لي في البقاء أم السفر؟ هل إذا سافرت إلى السعودية فيها إثم علي كوني أترك شيئا لله ثم أعود للشيء؟. أفتوني جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج المرأة إلى ميدان العمل تكتنفه مخاطر، فكيف إذا كان هذا العمل في بلد غير بلدها تكون فيه وحيدة غريبة بلا زوج أو محرم! وما دمت محتاجة للعمل فيمكنك البحث عن عمل مباح في بلدك، وقد بينا الضوابط الشرعية لذلك في الفتوى رقم: 3859.
ولا يجوز لك السفر ولو إلى بلد إسلامي إلا إذا كان معك محرم، وتوفرت الضوابط الشرعية المذكورة في الفتوى المحال عليها آنفا في العمل الذي ستزاولينه.
واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فاتقي الله واصبري وسيجعل لك من أمرك يسرا، فقد قال سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2/3}،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.
والله أعلم.