عنوان الفتوى : هل ثبت من كلام ابن القيم قوله : بقدر حرصك على إصلاح قلوب الناس يصلح الله قلبك ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل قال ابن القيم هذا الكلام: " بقدر حرصك على إصلاح قلوب الناس يصلح الله قلبك " ؟ وما الدليل على هذا الكلام من القرآن والسنة ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله

لم نجد ما يدلّ على أن هذه المقولة من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى.

لكن معناها سليم مقبول ، لا غبار عليه ؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن سعى في إصلاح قلوب الناس بإخلاص جزاه الله تعالى بأن يصلح قلبه.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وقد تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى، من "مفتاح دار السعادة" (1 / 195).

ومما يدل على هذا أيضا، حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ العَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ) رواه الترمذي (2658)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2658).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وقوله ( ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ ) إلى آخره؛ أي: لا يحمل الغل ، ولا يبقى فيه ، مع هذه الثلاثة؛ فإنها تنفى الغل والغش، وهو فساد القلب وسخائمه ...

وقوله: ( وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ) هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإن صاحبه ، للزومه جماعة المسلمين : يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسوؤهم ، ويسره ما يسرهم ... " انتهى. "مفتاح دار السعادة" (1 / 198 - 199).

ولأن الحريص على صلاح قلوب إخوانه المسلمين : لا يكاد ينفك لسانه عن الدعاء لهم بذلك، وهذا موعود بأن يجزيه الله تعالى بمثل ما يدعو به لإخوانه.

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ ) رواه مسلم (2732).

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...