عنوان الفتوى : أسلمت دون أهلها فهل تبر أهلها مع أذيتهم لها ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أسلمت وأنا صغيرة وقد طردني والدي من المنزل فانتقلت إلى أحد الدول الإسلامية مع زوجي للعيش هناك ، وأنا اتصل على والدتي دائماً فهل علي إثم بترك اتصالي على والدي مع العلم أنه يتكلم علي بأنها عاهرة ويقوم بتهديدي وعائلتي بالقتل ؟.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.

نحمد الله تعالى أن هداكِ للإسلام ، ولا شك أن فضل الله عليكِ عظيم إذ اختاركِ من بين أهلكِ لتكوني أولهم دخولاً في هذا الدين ، ونسأل الله أن تكوني سبباً لدخولهم فيه كذلك .

وما فعلته من دعوة أهلك إلى الإسلام هو ما أوجبه الله تعالى عليكِ ، وهم أولى من غيرهم بالدعوة وتبيين الحق لهم .

قال الله تعالى : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين يوسف / 108 ، وقال تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء / 214 .

وينبغي على الداعية إلى الله تعالى أن يرفق في دعوته ويتلطف في عرضها ، وبخاصة إذا كانوا من أهله ، فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين ومصاحبتهم في الدنيا بالمعروف حتى لو كانوا كفاراً ، ويدعونه إلى الكفر .

قال تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين النحل / 125 ، وقال تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون العنكبوت / 8 .

ومن لم يستجب منهم : فإنما ضلاله على نفسه ، وليس يلحق الداعي من إثمه شيء .

قال تعالى : من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا الإسراء / 15 .

وما فعلته من هجرتكِ إلى " إحدى الدول الإسلامية " وزواجك هو عين الصواب ، فلا يستطيع المسلم أن يحافظ على دينه غالباً إذا كان في بيئة تعاديه وتحاربه ، ويكون غريباً بينهم ، وخاصة إذا كانت امرأة ليس لها حول ولا قوة إلا بالله تعالى ، ويدل على هذه المشقة ما فعله والدكِ من طردك من البيت عندما علم بإسلامك .

واتصالك بوالدتكِ والسؤال عنها وعن والدكِ أمرٌ تُشكرين عليه ، وهو مما أوجبه الله تعالى عليك ، وحق الوالدين عظيم ، فلا تقطعي صلتك بهم وإن أساؤوا إليك وحاولي الاتصال بوالدك والتلطف معه في الكلام لعل ذلك يكون من أسباب هدايته ويزيل ما في قلبه من قسوة عليك .

وأما ما يهددكِ به والدكِ : فلا تلتفتي له ولا تهتمي به ، فلن يصيبك وزوجك وعائلتك إلا ما كتب الله لكم ، فخذوا بالأسباب واستعينوا بالله تعالى فهو خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين .

وما قذفكِ به واتهمكِ بفعله : هو مما يدخل في أذية الكافر للمسلم ، وقد قُذف عرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باتهام زوجته وأمنا أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – بالزنا ، وقيل عنه ساحر وكاهن ومجنون ، وهكذا قيل لإخوانه الأنبياء عليهم السلام ، فاصبري على هذا وثقي بالله تعالى أنه سيفرج كربك ويزيل همك ، فاستعيني به ، وداومي على دعائه واللجوء إليه فهو نعم النصير ونعم المعين .

ونسأل الله تعالى أن يثبتك على دينه وأن يزيدك هدى وبصيرة وعلماً .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...