عنوان الفتوى : حول وقت المغرب وإلى أي مدى يصح أداؤها
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..ماهوالوقت الذي يجب أن أصلي فيه صلاة المغرب.. فيما لو أني لم أدركها مع الجماعة ... وإذا صليتها بعد الأذان بنصف ساعة أو بساعة أو قبل أذان العشاء فهل تكون صلاة حاضرة أم قضاء.. وإذا كانت صلاة المغرب قبل صلاة العشاء سوف تؤخرني عن جماعة العشاء.. فهل أؤخر المغرب إلى ما بعد جماعة العشاءوالخلاصة ... ما هوالوقت الذي يجب أن لا أتجاوزه حتى تكون صلاتي للمغرب حاضرة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. "وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس، وإن آخر وقتها حين يغيب الأفق".... رواه أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الأرناؤوط إسناده صحيح.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..... "فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق"..... رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: (هذا الحديث وما بعده صرائح في أن وقت المغرب يمتد إلى غروب الشفق). انتهى
إذا عرفت هذا فاعلم أن المغرب لا ينتهي وقته إلا إذا دخل وقت العشاء، فإن كان لديك من العلم والخبرة ما يمكنك أن تميز وقت العشاء بعلامته التي جاءت في الحديثين السابقين فيكفيك ذلك، وإلا فإن أذان المؤذن العالم بالوقت للعشاء كاف للعلم بدخول وقتها، ثم إنه يجزئك أن تصليها في أول وقتها أو آخره ما لم يدخل وقت العشاء، لكنك تأثم بترك صلاة الجماعة من غير عذر شرعي.
وأفضل وقت لأدائها هو أول وقتها، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)، قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (قال ابن بطال: فيه أن البدار إلى الصلاة أول أوقاتها أفضل من التراخي فيها، لأنه إنما شرط فيها أن تكون أحب الأعمال إذا أقيمت لوقتها المستحب). انتهى
واعلم أنك إذا أدركت من المغرب ركعة قبل دخول وقت العشاء فقد أدركت المغرب بذلك، وتكون صليتها أداء وليس قضاء لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة". متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "وهو يقتضي أن تكون أداء". انتهى
ولا يجوز لك أن تصلي المغرب بعد العشاء ولو ضاق وقت المغرب عليك لأن الترتيب واجب ما لم يفض إلى تأخير الصلاة الحاضرة عن وقتها،
والله أعلم.