عنوان الفتوى : حكم قول: اسمع إلى صوت الله الذي بداخلك
شاهدت في أحد المسلسلات المصرية أحد الممثلين يؤدي دور الأب يقول لابنته اسمعي لصوت ربنا اللي جواكي ـ أي صوت الله بداخلك ـ فهل يصح هذا القول أصلا عقائديا ودينيا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل قائل ذلك إنما قصد واعظ الله الذي في قلب المؤمن، وقد ورد هذا فيما رواه أحمد عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعند رأس الصراط يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب المفتحة محارم الله، وأن الستور المرخاة حدود الله، والداعي على رأس الصراط هو القرآن، والداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن. صححه الألباني.
قال الطيبي في شرح المشكاة: واعظ الله ـ هو لمة الملك في قلب المؤمن.
وقال ابن الأثير: واعِظُ اللَّهِ في قَلْبِ كلِّ مسلم: يعني حُجَجَه التي تَنْهاهُ عن الدُخول فيما مَنَعه اللَّه منه وحَرَّمه عليه، والبَصائر التي جعلها فيه.
فعلى هذا تكون الإضافة إلى الله هنا من باب إضافة الأعيان لا الصفات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله قائمة به، وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب، وإذا كان المضاف عينًا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل ـ عليهما السلام ـ وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى، لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره.
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 258742.
فإن كان القائل يقصد بذلك واعظ الله ونحوه مما هو من باب إضافة الأعيان، فلا حرج في ذلك فيما يظهر، أما إن كان يقصد ـ وهذا احتمال بعيد ـ صوت الله الذي هو صفة من صفاته جل وعلا، فقد قال على الله ما لا يعلم، وتكلف ما ليس له به علم، وراجع بشأن مشاهدة المسلسلات فتوانا رقم: 119647، وإحالاتها.
والله أعلم.