عنوان الفتوى: التألي على الله: معناه، حكم فاعله جهلا.

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف يكون التألي على الله مع ‏التمثيل؟ وهل يكفر؟ وهل يأثم الشخص إذا لم ‏يعلم بأن ما قاله حرام؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالتألي في الأصل معناه: الحلف، والتألي على الله يكون بحلف العبد ألا يفعل الله كذا، كأن يقول: والله لا يغفر الله لفلان، أو لا يرحمه.

جاء في تاج العروس: ... وقالَ الفرَّاءُ: {الائْتِلاءُ الحَلِفُ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلَه تَعَالَى: {وَلَا} يَأَتلِ أُولُو الفَضْلِ}، أَي لَا يَحْلِفُ؛ لأنَّها نزلتْ فِي حلفِ أَبي بكْرٍ أَنْ لَا يُنْفِقَ على مِسْطَح؛ وقَرَأَ بعضُ أَهْلِ المَدينَةِ {وَلَا يَتَأَلَّى أُولْو الفَضْل} بمَعْناه، وَهِي شاذَّةٌ. وَفِي الحدِيثِ: (وَيْلٌ للمُتَأَلِّينَ مِن أُمَّتِي)، يعْني الَّذين يَحْكمونَ على اللَّهِ، ويَقولُونَ فلانٌ فِي الجَّنةِ، وفلانٌ فِي النارِ. وقيلَ: التَّأَلِّي على اللَّهِ أَنْ يقولَ: وَالله لَيُدْخِلَنَّ فلَانا النارَ. اهـ.

فلا يخفى ما في التألي على الله من الجهل به تعالى، وبما اتصف به سبحانه من حلم، وسعة رحمة، ومغفرة، وما فيه من سوء الأدب مع الله تعالى.
ولذلك فإن صاحبه معرض للإثم، وحبوط العمل -والعياذ بالله- ففي صحيح مسلم وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك.

وليس على من صدر منه التألي كفارة معينة، ولكن عليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ويستغفره، وينبغي أن يكثر من النوافل والطاعات، وأعمال الخير.
ولا يبعد هنا أن يكون جهله بالتحريم يرفع عنه الإثم، فقد يخفى على كثير من الناس الحكم في مثل هذه المسألة؛ وانظر الفتوى رقم: 75673.

والله أعلم.

شارك الفتوى

أسئلة متعلقة أخري
تعريف شهادة الزور والفرق بينها وبين الكذب
الفرق بين اليمين اللغو واليمين المنعقدة
الفرق بين يمين اللغو واليمين المنعقدة
هل يوجد فرق بين يمين اللجاج ونذر اللجاج؟ وما كفارة كل منهما؟
القطع بخلود من مات كافرًا في نار جهنم ليس من التألي على الله تعالى
صيغةُ القسم على الله تعالى
هل تنعقد اليمين بالتلفظ دون صوت؟