عنوان الفتوى : النكاح تنتظمه أحوال خمسة
لماذا لم يتزوج شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ وهل عدم الرغبة في الزواج يعد مخالفة شرعية يعاقب عليها يوم القيامة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكم الزواج يختلف باختلاف حالة الشخص، فقد يكون الزواج في حقه واجباً، وقد يكون مندوباً، وقد يكون محرماً أو مكروهاً، وقد يكون مباحاً، فمن له شهوة ولا يخاف الزنى فالنكاح في حقه مستحب وقيل واجب، ومن خاف الفتنة والزنا وقدر على النكاح فهو في حقه واجب، ومن لم تتق نفسه ولم يحتج إلى النكاح بأن لم تخلق فيه شهوة أو ذهبت بعارض فلا بأس أن يدع النكاح وهو في حقه مباح، وقيل: هو سنة في حقه.
ويكره في حق من لا يشتهيه وينقطع به عن العبادة، أو لمن لا يجد طولاً ولا حرفة ولا صناعة مع عدم اشتهائه.
ويحرم على من لا يخاف العنت، وكان يضر بالمرأة لعدم قدرته على الوطء أو على النفقة، أو قدر عليها لكن من حرام.
وأما لماذا لم يتزوج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فلا نعلم السبب، وليس شيخ الإسلام هو الوحيد من العلماء الذين لم يتزوجوا لسبب أو لآخر، ولقد ألف بعض أهل العلم كتاباً سماه: العلماء العزاب، وذكر فيه طائفة كبيرة من العلماء. ونحن نحمل هذا منهم على أحسن المحامل ونعتذر لهم بأحسن الأعذار، ومعلوم أن شيخ الإسلام رحمه الله كان عظيم الانشغال بالعلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والمحاجة والمناظرة، مع ما ابتلي به من السجن مرات، وتغربه وبعده عن أمه وإخوانه، فلعل هذا سبب عدم تزوجه.
والله أعلم.