عنوان الفتوى : الأخذ بالأسباب لأداء صلاة الفجر في وقتها لازم
زوجي كثير السهر وبالتالي أنا أسهر بانتظار عودته أو ليعيدني إلى المنزل إن كنت بمنزل أهلي وأنا إن نمت متأخرة لا أستطيع القيام لصلاة الفجر وقد فشلت في إثنائه عن السهر وهو الآن ينتقدني في عدم قيامي للصلاة في وقتها وقد زاد الأمر سوءاً بإنجابي طفلين وأبقى طوال الأسبوع في محاولات تنظيم نومهم وتبوء كل محاولاتي بالفشل عندما أذهب لأهلي آخر الأسبوع فلا يرجعني إلا في منتصف الليل وأضف إلى ذلك فهو يطالبني بالاستيقاظ المبكر فما الحل ؟ أفيدوني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة في وقتها أهم ما يتقرب به العبد إلى الله بعد الإيمان بالله تبارك وتعالى، فقد فرض الله تعالى على المسلم أداء الصلاة في أوقات محددة، ولا يجوز له أن يتسبب في تعمد تأخيرها عن وقتها، قال الله تعالى: (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال : "الصلاة في وقتها." قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين." قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله." متفق عليه.
وبما أن مشكلة السائلة هي النوم عن صلاة الفجر، فإن عليها أن تتخذ الوسائل التي تعينها على القيام في الوقت، ومن أهم ذلك: النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة، ووصية الجيران بالاتصال بها.
وأهم من ذلك كله تقوية إيمانك والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب لمن أدى الصلوات في أوقاتها.. والرهبة مما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة ويتكاسل عن أدائها في الوقت.
فالإنسان بطبيعته كسول عن كل ما فيه مشقة، وخاصة إذا كان من أعمال الطاعة، فإن الشيطان يثبطه عنها، فلا بد له من دافع خوف ورجاء، حتى يرفع همته، ويقوي عزمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى البردين دخل الجنة." رواه البخاري ومسلم. والبردان: الصبح والعصر، وفيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يلعمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً" فعليك أن تسددي وتقاربي وتتخذي الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعد ذلك عن الصلاة فلا يكون عليك إثم، لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.