عنوان الفتوى : حكم تأخير الصلاة من أجل الدرس الخصوصي
تفوتنا الصلاة ونحن بالدرس الخصوصي، ماذا نفعل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان المقصود بفوات الصلاة من أجل الدرس الخصوصي، هو تأخيرها حتى يخرج وقتها فهذا حرام، بل كبيرة من الكبائر، فإن الله تعالى يقول: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً [النساء:103].
وهو من إضاعة الصلاة التي توعد الله عليها بقوله سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها. وكذلك جاء عن جماعة من السلف في تفسير قول تعالى من سورة الماعون: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5].
أن معناه الذين يتهاونون فيها ويؤخرونها عن وقتها، فإن كان الأمر كذلك فعليكم بالتوبة إلى الله تعالى وعدم التهاون فيها.
وإن كان المقصود بفوات الصلاة فوات صلاة الجماعة عليكم، فإن صلاة الجماعة واجبة على الأعيان على الراجح من أقوال العلماء، وهو مذهب الحنفية والحنابلة، وذهب الشافعية إلى أنها فرض كفاية، وذهب والمالكية إلى أنها سنة مؤكدة، والراجح أنها فرض عين على الرجال العاقلين البالغين الأحرار القادرين عليها من غير حرج، وذلك لأدلة كثيرة منها قول الله تعالى في سورة النساء آية 102 ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك...) الآية وفي سورة البقرة: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين [البقرة:43].
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم. أخرجه البخاري ومسلم ومالك وأبو داود والترمذي والنسائي.
ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في ترك صلاة الجماعة للأعمى الذي ليس له قائد يقوده للمسجد كما هو في صحيح مسلم وسنن أبي داود، فدل على وجوبها، فعليكم أن تتقوا الله وتتوبوا من تأخير الصلاة، وتختاروا للدرس وقتاً لا يتعارض مع وقت صلاة الجماعة.
والله أعلم.