عنوان الفتوى : الرؤيا لا يترتب عليها شيء
رأيت الأخ الشقيق الذي لا يصلي في المنام وثعبان أو حية يخرج من فمه، فهل أخبره بهذا لتخويفه أو هذا من الشيطان؟ وكيف أعامله، علما بأنه رمى تسجيلا للتلاوة قبل سنين وأظن أنه قد تاب، لكنه لا يحضر الصلاة ويدعي أنه يريد التوبة؟ سئمت من التعامل مع الذين لا يصلون لأنني أعاني من نسيان القرآن ومن ذنوب كثيرة فعلتها، وأكثر الذين أنصحهم لا يستجيبون وهم من القرباء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا ننصح بإخبارك له بالحلم الذي رأيت، لأن الرؤيا لا يترتب عليها شيء، ولأن الأصل عدم الإخبار بالرؤيا السيئة لئلا يتأولها السامع بما يكره، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره وليتعوذ من الشيطان لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر إلا من يحب.
قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم في الرؤية المكروهة: ولا يحدث بها أحداً ـ فسببه أنه ربما فسره تفسيراً مكروهاً على ظاهر صورتها، وكان ذلك محتملاً، فوقعت بتقدير الله تعالى.
ولكن من علمت أنه مصر على معصية أو تقصير في الصلاة فعليك واجب النصح له ونهيه عن المنكر والسعي في إقلاعه عنه بحسب الاستطاعة: فقد قال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {العصر: 1ـ 3}.
وقال تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ { لقمان:17}
وفي حديث مسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
وراجع الفتويين رقم: 125474، ورقم: 185707، في كيفية التعامل مع من يفرط في الصلاة أو يتركها أحيانا.
والله أعلم.