عنوان الفتوى : الجماعة وإن كانت واجبة لكن الصلاة في وقتها أوجب
بسم الله الرحمن الرحيم نحن في بلد الصين وأهله كفار ونضطر لتأخير صلاة الجماعة إلى ما بعد الوقت بساعة داخل مصلى مع العلم أنه يوجد شخص أو اثنان في الوقت الأصلي للصلاة والباقون معهم حصص فهل يجوز التأخير ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلاة لا يجوز تأخيرها عن وقتها، فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه: فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً [النساء:103].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم، أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. رواه البخاري.
وعلى هذا؛ فلا يجوز لكم أن تؤخروا الصلاة عن وقتها، ولكن ينبغي أن تعلم أن وقت الصلاة المحدد لها شرعاً هو الذي لا يجوز تأخيرها عنه، ويأثم من فعل ذلك من غير عذر، أما الوقت الذي تحدده الجماعة أو يعينه الإمام فلا يأثم من أخر الصلاة عنه ما لم يخرج الوقت الشرعي أو يترك الجماعة لغير عذر.
فالوقت الشرعي واسع ويمكن للمسلم أن يصلي في أي جزء من أجزائه، وإن كان الأفضل له أن يبادر إلى الصلاة في أول وقتها.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم، أوقات الصلاة بقوله: وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس. رواه مسلم.
وإذا اجتمع اثنان فأكثر أقاموا الصلاة جماعة وحصل لهم بذلك فضل الجماعة, وإذا لم يمكن إقامة الصلاة جماعة إلا بتأخيرها عن وقتها المحدد شرعاً فعليكم أن تصلوا في الوقت بدلا من تأخيرها من أجل الجماعة، والجماعة وإن كانت واجبة لكن الصلاة في وقتها أوجب وأوكد.
والله أعلم.