عنوان الفتوى : تقوى الله والشعور بالخوف منه والاستعانة بالدعاء تعصم من الخطأ
أعمل في مجال الكمبيوتر، والإنترنت متاح لي في أي وقت، خلال عملي على الكمبيوتر أجد نفسي وبطريقة لا شعورية أزور المواقع اللا أخلاقية، حاولت في كثير من الأحيان تجنبها، والابتعاد عنها قدر الإمكان لكني بعد يوم أو يومين أجد نفسي منساقا إليها مرة أخرى بطريقة لا إرادية، وإذا دخلت إليها أحاول الخروج منها قدر الإمكان لكني أفشل في كثير من الأحيان، وأجد قوة غريبة وجبارة فوق استطاعتي تدفعني إلى متابعة هذه المواقع ومشاهدتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
الطريقة المثلى التي تستطيع من خلالها التغلب على هذا الأمر هي تقوية إيمانك بالله تعالى وتصديقك بوعده ووعيده وذلك بكثرة تلاوة كتاب الله مع تدبر معانيه وكثرة ذكر الله ومجالسة أهل الخير وحضور مجالس العلم والوعظ والتذكير. وعليك أن تكثر الالتجاء إلى الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى وأن يرزقك الاستقامة على الإيمان ومقتضياته وأن يبعدك عما فيه معصيته وسخطه. واستعن بالله تعالى على ذلك مع صدق نية وقوة عزم على الخير واستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم فإن الذي يدفعك إلى مشاهدة تلك المواقع الخبيثة ويغريك بها وبغيرها مما يضرك في الدنيا والآخرة هو الشيطان فإنه عدو مبين وقد قطع على نفسه الخبيثة عهداً أن يغوي من عباد الله من استطاع أن يغويه منهم. قال تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) [يس: 60]. وقال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) [فاطر: 6]. وقال تعالى مخبراً عما قطعه الشيطان على نفسه: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) [ص: 82]. فإذا علمت علم اليقين أنه عدو لك وأنه إنما يدفعك إلى ما يضرك في الدنيا والآخرة وصدقت في إيمانك بالله تعالى وبوعده ووعيده وجعلت ذلك نصب عينيك دائماً فتستطيع بإذن الله تعالى وتوفيقه التغلب على ما تعانيه وننصحك بأن تحاول أن تغير نوعية العمل فحاول أن يكون عملك في مجال بعيد من هذه المواقع ولو أدى ذلك إلى الانتقال الكامل عن العمل في قطاع الكمبيوتر فإن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: "الراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه". هذا والله أعلم.