عنوان الفتوى : حكم زواج السر والزواج العرفي
أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما. تعرفت على فتاة تبلغ من العمر 33 عاما، وهي مطلقة، تعيش مع أهلها. أحببنا بعضنا كثيرا، واتفقنا على الزواج، لكن أهلي يرفضون خصوصا في هذه الفترة، وكذلك رفض أهلها بناء على رفض أهلي. قررنا الزواج دون علمهم؛ لتفادي الأخطاء الشرعية بيننا. وبسؤال أحد المشايخ أخبرنا أنه يجوز الزواج سرا، وأن الزواج العرفي جائز وليس مكروها. وبالفعل تم الزواج، ولكن قدر الله أن سألت مجدداً في الأمر، فأخبروني أنه غير جائز؛ لأن أهل الفتاة لا يعلمون. نحن الآن متزوجان، لا نستطيع أن نفترق عن بعضننا، كما أن إعلان الزواج الآن مستحيل رغم أننا اتفقنا على إعلانه عندما تنتهي ظروفي. ما موقفنا الآن؟ وماذا نفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزواج له شروطه وأركانه التي بينها الشرع، وسبق أن أوضحناها في الفتوى رقم: 1766 .
والزواج العرفي الذي يصح هو الذي استوفى هذه الشروط، أي كان بولي، وشهود إلا أنه لم يوثَّق؛ وانظر الفتوى رقم: 5962.
وكذلك الحال بالنسبة لزواج السر ، فإن قصد به الزواج المستوفي لشروط الصحة، إلا أنه لم يعلن، فهو زواج صحيح؛ لأن إعلان الزواج مستحب وليس بواجب. وزواجكما هذا ليس من الزواج العرفي، أو زواج السر بالمعنى الذي ذكرناه، فهو زواج باطل يجب فسخه؛ وانظر الفتوى رقم: 3395 .
وإذا رغبتما في الاستمرار، فيمكن تجديد العقد على الوجه الصحيح.
وننبه إلى أمرين:
الأول: أنه لا ينبغي لأهل المرأة رفض الخاطب صاحب الدين والخلق، وأنه إذا لم يكن لرفضهم ما يسوغه، جاز لها رفع أمرها للقاضي الشرعي ليزيل عنها الضرر، ويزوجها إن ثبت عنده عضل وليها لها. وراجع الفتوى رقم: 2494 ، والفتوى رقم: 127993.
الثاني: حرمة العلاقة العاطفية خارج إطار الزواج الصحيح، وأنها سبب لكثير من الشر والفساد، فالواجب عليكما التوبة مما سبق، وعدم العود لمثلها مستقبلا. وراجع الفتوى رقم: 30003.
الثالث : لا تجب طاعة الوالدين في تأخير الزواج إلا إذا كان في ذلك مصلحة شرعية، ولا مضرة فيه على الولد؛ وتراجع الفتوى رقم: 76303 ، ففيها ضوابط طاعة الوالدين.
والله أعلم.