عنوان الفتوى : لا يستوي فضل دراسة العلوم الدنيوية مع فضل دراسة العلوم الشرعية
طلب العلم الشرعي يرجى منه الفضل كله، فهل طلب العلم الدنيوي لشخص في تخصصه يرجى منه الفضل كله؟ وهل ما يرجى من طلب العلم الدنيوي مثل ما يرجى من طلب العلم الشرعي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على دليل يفيد أن العلم ينال به الفضل كله، ولكن طلب العلم الشرعي أجره عظيم، فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني.
وأما دراسة العلوم الدنيوية التي تقوم عليها مصالح الناس وبنية المجتمع: فإنها تعتبر فرض كفاية، وصاحبها في عبادة إذا نوى بعمله القيام بهذا الفرض وخدمة المجتمع. ولا شك أن أجر دارسها عظيم في هذه الحالة، لأنه قائم بفرض من فروض الكفاية، ولم نقف على نص يفيد كذلك أنه ينال به الفضل كله، ثم إن أجرها لا يساوي فضل أجر تعلم العلوم الشرعية التي يعرف بها المسلمون أمور عقيدتهم وعبادتهم ومعاملاتهم، فان الاشتغال بها أفضل لما فيه من اشتغال متعلمه بدراسة نصوص الوحي وأحكام الشرع، ومن الثابت أن شرف العلم إنما يكون بشرف المعلوم، ولأن حاجة المسلمين إليه في كل وقت أكثر من غيره، وراجع الفتوى رقم: 148375.
والله أعلم.