الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيحرم استعمال "أحمر الشفاه" أثناء الصوم، إذا كان يتحلل منه شيء، يختلط مع اللعاب وينزل إلى المعدة، وإذا كان لا يتحلل منه شيء أو كان متى أحسست بطعمه لفظته كره كراهة شديدة، بناء على ما ذكره الفقهاء في مسألة مضغ العلك، فقد ذكروا أنه متى كان يتحلل منه شيء لم يحل مضغه، وإذا كان لا يتحلل منه شيء أو كان إذا تحلل منه شيء لفظه كره، وينبغي أن يحتاط الصائم لصومه، ويصونه عما يفسده، فمثل هذا الروج لا ينبغي وضعه أثناء الصيام ويمكن وضعه بدلاً عن ذلك في الليل، ففي صحيح مسلم عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه...
ووجه دلالته هنا هي أنه منع من الإقدام على المتشابهات مخافة الوقوع في المحرمات، ومتى كان استعمال الروج ليراه الرجال الأجانب كان من أعظم المحرمات ويعدم الصوم ثمرته ويضيع ثوابه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري.
والله أعلم.