عنوان الفتوى : الوتر خاتمة التهجد وقيام الليل
هل صلاة الوتر هي نفسها صلاة القيام أو التهجد.. وهل أجرها بعد صلاة العشاء أو قبل النوم كأجرها في ثلث الليل الأخير؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الوتر تكون خاتمة صلاة الليل أو التهجد، وهي منهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي سأله كيف صلاة الليل: فقال مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة، توتر لك ما قد صليت.
وكان يقول: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً. متفق عليه.
ويصح أن يوتر بثلاث، أو بخمس، لما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس ولا يجلس في شيء إلا في آخرها.
والأفضل في صلاة الليل أن تكون في الثلث الأخير من الليل؛ لأنه وقت تنزل الرب سبحانه، وهو الذي استقر عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهى وتره إلى السحر. رواه مسلم.
وقد قال الله تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [المزمل:6].
أي أن صلاة الليل بعد الانتهاء من النوم هي أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع للتلاوة.
وقد فسرت عائشة وابن عباس ومجاهد ناشئة الليل بالقيام للصلاة بعد النوم، وهو معنى التهجد، وأما قيام الليل فلا يشترط أن يكون بعد نوم، وبهذا تبين الفارق بين قيام الليل والتهجد والوتر، وأن الوتر هو خاتمة كل واحد منهما.
والله أعلم.