عنوان الفتوى : هل مضاعفة أجر الصلاة خاص بالمسجد الحرام أم عام في الحرم كله
هنالك عدد كبير من الشيوخ يقول إن مكة كلها حرم والصلاة في أي مكان فيها بمائة ألف صلاة فهل هذا كلام صحيح ؟ وهل هناك أدلة على ذلك؟ وجزاكم الله كل خير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مكة المكرمةـ شرفها الله تعالى ـ كلها حرم ، وحدود الحرم معلومة معروفة الآن ومعنى كونها حرماً هو ما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حرم مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف قال العباس يا رسول الله إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا فقال: إلا الإذخر ". واختلف أهل العلم في كون الصلاة في مكة كلها بمائة ألف صلاة أو أن ذلك يختص بالمسجد الحرام فقط؟ على قولين لأهل العلم منهم من قصر ذلك على المسجد الحرام فقط واستدل بأنه لو نذر الإنسان الاعتكاف في المسجد الحرام فإنه لا يجزئه أن يعتكف في مسجد آخر من مساجد مكة . ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة " رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء ، فإنه عين البقعة المرادة بالتضعيف. وذهب فريق من أهل العلم إلى أن التضعيف يكون في الحرم كله أي مكة كلها واستدل بقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)[ الإسراء : 1] فإن الإسراء كان من بيت أم هانئ ولم يكن من المسجد ذاته ، فدل ذلك على عموم الحكم. وقيل لعطاء: هذا الفضل الذي يذكر في المسجد الحرام وحده أو في الحرم؟ قال: لا بل في الحرم فإن الحرم كله مسجد. هذا والله أعلم.