عنوان الفتوى : آية الحجاب خاصة بأزواج النبي أم تعم سائر المؤمنات
السلام عليكم أنا طالب ولي علاقة بمدرسة متزوجة أكبر مني ب12عاما وتربطني بها علاقة صداقة نظيفة ليس إلا وكذلك زوجها وأنا لا أجلس معها في خلوة وأنا متأكد أن هذه العلاقة لن تدفعني إلى الفتنة غير أني أتكلم معها في مواضيع ليست ذات أهمية.سؤالي هو هل حكم الآية التي ما معناها أننا إذا أردنا أن نسأل النساء متاعا يجب أن نسألهن من وراء حجاب. تنطبق على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقط أم على جميع النساء الأجنبيات؟و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما الآية التي أشرت إليها فهي الآية المعروفة لدى أهل العلم بآية الحجاب، وفيها يقول الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ....... [الأحزاب:53].
وهي ليست خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم بل هي عامة فيهن وفي سائر نساء المؤمنين، قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: فإن تعليله تعالى لهذا الحكم الذي هو إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء من الريبة في قوله تعالى: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، قرينة واضحة على إرادة تعميم الحكم، إذ لم يقل أحد من جميع المسلمين، إن غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا حاجة إلى أطهرية قلوبهن وقلوب الرجال من الريبة منهن.... إلى أن قال رحمه الله: وبما ذكرنا تعلم أن هذه الآية الكريمة الدليل الواضح على أن وجوب الحجاب حكم عام في جميع النساء، لا خاص بأزواجه، وإن كان أصل اللفظ خاصاً بهن، لأن عموم علته دليل على عموم الحكم فيه. انتهى
وأما قولك إنك متأكد من أن علاقتك بهذه المرأة لن تدفعك إلى الفتنة فهذا القول مردود عليك، فأنى لك أن تجزم بهذا!! والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولله در الشوكاني رحمه الله الذي قال في فتح القدير في تفسير آية الحجاب السابقة: وفي هذا آدب لكل مؤمن وتحذير له من أن يثق بنفسه في الخلوة مع من لا تحل له، والمكالمة من دون حجاب لمن تحرم عليه. انتهى
والحاصل أنه لا يجوز لك أن تصاحب تلك المرأة، ويجب عليك أن تقطع علاقتك بها فوراً.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 10271، 11945، 14400.
والله أعلم.