الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
      
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه ) رواه أبو داود وابن حبان. وعن أبي سعيد رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله فيه فإن في أحد جناحيه سما وفي الآخر شفاء وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء ) رواه أحمد والنسائي وغيرهما. وروى البخاري والبيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء ) والحاصل أن كون الذبابة تحمل في إحدى جناحيها داء وفي الآخر شفاء أمر ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن رد ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مع علمه بثبوته عنه فقد خرج عن ملة الإسلام أما إذا رده لمجرد أنه لا يثبت عنده بمقتضى عدم مطابقته لما يسمى قواعد العلوم التجريبية، أو بأن العقل لا يقبله فإن هذا على خطر عظيم فإن قواعد العلوم التجريبية تنفي اليوم وجود شيء وتثبته غدا وتثبته اليوم وتنفيه غدا إضافة إلى أنها قد وقفت أمامها عقبات كأداء في الإجابة على كثير من التساؤلات ويكفي من ذلك أنها لا تعرف، ولن تعرف شيئا عن الروح هذا الكائن الذي إذا فقده الجسم صار جثة هامدة وصدق الله إذ يقول : (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)[الإسراء:85] والله تعالى أعلم .