عنوان الفتوى : الأكل من أموال اليتامى بغير حق، كبيرة من كبائر الذنوب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد أودع لدي مبلغ من المال من فاعل خير لأسرة أيتام بحيث أعطي لهم كل شهر (1000) ريال وهم أقربائي وكلما قضي هذا المال أرسل لي مثله ولكن أحياناً أعطيهم وأحياناً لا لأني اخذت من هذا المال والسبب لشدة حاجتي وأضطر ان لا أعطيهم في الشهر القادم هل علي إثم أفيدوني وجزاكم الله كل خير..

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأكل من أموال اليتامى بغير حق، كبيرة من كبائر الذنوب، لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء:10].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات. متفق عليه.
ولا يستثنى من ذلك إلا أكل القائم على الأيتام والناظر في شئونهم، إذا كان فقيراً، وأكل من مالهم بالمعروف، لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:6].
وقد اختلف الفقهاء في الأكل بالمعروف ما هو؟
فذهب بعضهم إلى أنه أخذ المال على سبيل القرض، وأن لا يقترض من مالهم أكثر من حاجته.
وذهب آخرون إلى أنه يأكل ما يسد جوعته، ويكتسي ما يستر عورته ولا يلبس الرفيع من الثياب ولا الحلل.
وهذا كله إذا كان قائماً على الأيتام، ناظراً في أمورهم، فإذا لم يكن كذلك فلا يحل له شيء من مالهم.
وبكل حال فأخذ أعطيتهم الشهرية كاملة ليس أكلاً بالمعروف، بل هو ظلم وظلمات، والواجب عليك أن ترد لهم ما أخذته من هذا المال، وإن أردت السلامة لدينك، فدع هؤلاء الأيتام وشأنهم، وانظر رجلاً صالحاً من أقربائك ليكون الوسيط في قبض المال وإعطائه لهم، وانظر الفتوى رقم:
3699.
والله أعلم.