عنوان الفتوى : حكم فتح حساب توفير في بنك ربوي برسم سنوي للحاجة
لدي حساب في البنك، وهذا البنك يتعامل بالفائدة - كباقي البنوك هنا - وأنا أدفع تقريبًا 30 أورو في العام لأجل هذا الحساب؛ لأنه بسبب هذا الحساب يتم دفع الفواتير: أجرة المنزل, والكهرباء، والماء، وأستقبل عليه أيضًا بعض المال من الدولة، وأنا لا أربح منم شيئًا، فهل يوجد شيء محرم مثل الربا؟ و
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن احتجت لفتح الحساب المذكور لأجل دفع الفواتير، وأجرة المنزل، وغيرها، فلا حرج في ذلك، ولا حرج في دفع (30) يورو رسمًا سنويًا، لإبقاء هذا الحساب.
وننبهك إلى أن من احتاج إلى التعامل مع البنوك الربوية لحفظ ماله، ونحوه؛ لعدم وجود بنوك إسلامية، فليقتصر على موضع الحاجة فقط، ومن ذلك فتح حساب جار بدل حساب التوفير؛ لأن الحساب الجاري أمره أخف، وبه تندفع الحاجة غالبًا.
وأما الفوائد الربوية التي يكسبها صاحب الحساب بسبب إيداعه للمال، فلا يجوز له الانتفاع بها في خاصة نفسه، ما لم يكن فقيرًا محتاجًا إليها، بل يتخلص منها بدفعها للفقراء والمساكين، فإن كان هو فقيرًا أخذ منها بقدر حاجته، وعليه التخلص من هذا الحساب، والاكتفاء بالحساب الجاري.
قال النووي في المجموع: وإذا دفعه - المال الحرام - إلى الفقير، لا يكون حرامًا على الفقير، بل يكون حلالًا طيبًا، وله أن يتصدق به على نفسه، وعياله إن كان فقيرًا؛ لأن عياله إذا كانوا فقراء، فالوصف موجود فيهم؛ بل هم أولى من يتصدق عليه، وله هو أن يأخذ قدر حاجته؛ لأنه أيضاً فقير. انتهى كلامه.
والله أعلم.