عنوان الفتوى : مواجهة أهل الشرور تنبني على الموازنة بين المصالح والمفاسد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أصبحنا في زمن أخذ الحق بالقوة، وأنا شاب ضعيف لست قويًا، وليس لدي ظهر أيضًا أحتمي به، وأخشى إن دخلت في خلاف مع أي أحد - حتى إن كنت على حق - أن لا يتركني بعد ذلك في حياتي ويؤذيني، وبوضوح: "أحاول أن أمشي جنب الجدار"، ولكن الناس لا يتركون أحدًا، فماذا أفعل؟ وهل يمكن أن أكون قويًا؟ وهل أنا جبان؟ وهل ما أفعله من الدين أم أن الدين لا يعرف الضعفاء، بل الإسلام دين الأقوياء؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فاعلم - أيها السائل الكريم - أنك قوي بالله عز وجل، إذا استعنت به، والتجأت إليه، وتوكلت عليه، فالله غالب على أمره، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، وهو سبحانه نعم المولى، ونعم النصير، ونعم الوكيل، وتذكر قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف. رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وراجع بشأن تقوية الشخصية الفتويين التاليتين: 37952، 98379، وما أحيل عليه فيهما.

وأما الموقف الصائب شرعًا تجاه أهل الشرور والأذى فينبني على النظر في مآلات الأمور، والموازنة بين المصالح والمفاسد في مواجهتهم من عدمها، فتحمل بعض الأذى خير من الدخول في مواجهة لا تحمد عقباها، وحينئذ لا يكون احتمال الأذى جبنًا، وإنما يكون حكمة، كما أن ردع الظالم، والانتصار منه عند القدرة على ذلك خير من تركه يتمادى في طغيانه وشره؛ وحينئذ يكون الجبن في ترك المواجهة، وانظر الفتوى رقم: 112756.

وفي ضوء ذلك تستطيع معرفة نفسك والحكم عليها.

والإسلام يسع الضعفاء كما يسع الأقوياء، وإن كان المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، وانظر الفتوى رقم: 160083.

والله أعلم.