عنوان الفتوى : صلاة من يعتريه الذهول وفقد الإدراك
والدي مريض بالسرطان ووصف له الأطباء علاجاً مسكناً للألم، وهذا العلاج يسبب عدم التركيز والنسيان وكثرة النعاس، بل أحياناً كثيراً ما ينام وهو جالس، ولاحظنا أنه لا يعرف عدد الركعات التي يؤديها في الصلاة، ولا يعرف أوقات الصلوات ويكبر ثم يلتفت أو يجيب من يناديه وهو في الصلاة، بل يسجد في الصلوات أكثر من ثلاثين سجدة، وإذا نبهه أحد لا ينتبه، بل يستمر ويقضي في صلاته ساعة أو أكثر، مما يجهده كثيرا، سؤالنا هل تجب عليه الصلاة وهذه حاله وماذا يجب علينا نحن أبناؤه تجاهه؟ وجزاكم الله خير الجزاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يعفو عن والدك وأن يتجاوز عنه، وأن يمن عليه بالشفاء والعافية.
واعلم أن شرط التكليف وجود العقل، وما ذكرته من عدم التركيز وكثرة النعاس الناتج عن تناول الدواء لا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون ذلك مستغرقاً لوقت الصلاة كاملاً، بحيث لا يمكن أداء الصلاة فيه مع إدراك لركعاتها وضبط لهيئتها، فلا تجب عليه الصلاة والحال ما ذكر، ولا يجب عليه قضاؤها إن أفاق بعد خروج وقتها، على الصحيح.
الثانية: ألا يكون ما ذكرت مستغرقاً للوقت، بل تتخلله أوقات صحو وإفاقة، بحيث يمكن أداء الصلاة بأركانها وهيئتها المشروعة، فيجب أداء الصلاة حينئذ، لوجود شرط التكليف، وهو العقل.
وكذا يجب أداء الصلاة إن أفاق قبل خروج وقتها بزمن يتسع لأداء ركعة منها بعد التطهر، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر" متفق عليه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: " من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة " رواه مسلم.
والله أعلم.