عنوان الفتوى : اتخاذ صديقات من أهل الكتاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم الإسلام في اتخاذ صديقة مسيحية مع العلم أنها صديقة من الطفولة ومحترمة و ذات أخلاق ومحتشمة؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

فيجب أن نفرق بين مستويين من التعامل مستوى الولاء والبراء، وهذا لا يكون إلا لأهل الإسلام، ويقصد من الولاء هو محبة المؤمنين واتخاذهم إخوة، وكره الكفر والفسوق والعصيان قال تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ” [التوبة: 71].
وقال تعالى في محبة الإيمان وكراهية الكفر والمعاصي، قال تعالى: “وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ” [الحجرات: 7].
أما البراء فيعني كراهية الكفر والمعاصي، وقال تعالى في عدم موالاة الكفار: “لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ” [آل عمران: 28]
وقال تعالى أيضا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” [المائدة:51]
وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ” [الممتحنة: 1]
أما في غير الولاء والبراء من العلاقات الإنسانية فلا حرج منها بشرط ألا ترتفع لدرجة الولاء، والمسلم مطلوب بأن يتعامل مع الناس بالحسنى، ومن الإحسان اللين في الكلام مع الطرف الآخر، والقيام بحق الجار، والوفاء بالذمم، والوفاء بالأمانات، ورعاية الحرمات، وعدم تعدي الحدود، ومن المعاملة الحسنة الأكل من طعامهم يهودا كانوا أو نصارى، وقد أخرج الشيخان: “أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاماً إلى أجل ورهنه درعه”، كما أخرج البخاري: “أنه صلى الله عليه وسلم: زارعهم وساقاهم”، وأنه أكل من طعامهم”.
فلا حرج من صداقتهم والتعامل معهم بهذه الضوابط السالفة الذكر، كما يشترط أيضا ألا يكون هذا التعامل فاتحا لباب من أبواب الشرور سواء أكانت من قبيل الشبهات أو الشهوات فإذا خلا التعامل من كل هذا فلا بأس من برهم ومصداق هذا قول الحق سبحانه وتعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”. [الممتحنة:8-9]