عنوان الفتوى : العين...والموجات الصادرة منها..ومدى شرعية الخرزة الزرقاء في دفع ضررها
السلام عليكم..أود أن أسأل عن الخرزة الزرقاء أو (العقيقة الزرقاء) وهى حجرة زرقاء اللون متداولة في الوطن العربي خاصة في مصر والآن أصبح شائعاً تداولها في بلدى ليبيا. تم صنعها على هيئة أشكال متعددة منها ما يعلق في السيارات ومنها ما يعلق في المنازل ,هذه الخرزة عادة تكون على شكل يد وبها عين ومنها ما يعلق حول الرقبة وهذه عادة تكون على شكل عين أو تكون حلقة صغيرة.. أما أهميتها فيقال إنها لرد العين.. والحسد والتفسير الذي قيل في ذلك هو (كما يقولون) تفسيرا علميا حيث أن هناك موجات لا أدري ماهيتها تخرج من عين الإنسان الحاسد في حالة إعجابه بالشيء فلو وقعت هذه الموجات على الشيء المعجب به سواء أكان إنساناً أو شيئا جماداً أو وصلت إليه مباشرة تؤذيه، أما إذا كانت هذه الخرزة الزرقاء موجودة (والسر هنا يكمن في اللون الأزرق) فإن عين الحاسد تتوجه إليها مباشرة وتقع عينه عليها ولا تؤذي الإنسان الآخر.. من الناحية الدينية وحسب قرآننا الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا أساس لهذا الكلام من الصحة أنا على قناعة بذلك.. ولكن هل في العلم الآن ما يشير إلى وجود مثل هذه الأشياء ، خاصة أن من قال لي هذا الكلام قال إنه سمعه من أستاذة متخصصة وفي قناة اقرأ الفضائية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تعليق الخرزة الزرقاء هو من باب تعليق التمائم، وهو محرم في الإسلام، وقد يكون شركاً أكبر، وقد يكون شركاً أصغر، على حسب اعتقاد من يعلقها، وتفصيل ذلك في الفتوى رقم:
4137 فلتراجع للأهمية، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العين حق، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " وللمصاب بالعين علامات، ولعلاجه طرق شرعية نافعة، وهي مبينة في الفتاوى ذوات الأرقام: 7151 19782 16755
وأما ما ذكرته عن بعض الأساتذة المتخصصين من أن العائن تنبعث من عينه موجات، وأن هذه الموجات هي التي تتسبب في العين فيتأذى بها الشخص المحسود فليس بمستبعد، فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي: وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره وإن اختلفوا في سببه ووجهة تأثير العين، فقالت طائفة: إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعثت من عينه قوة سُمِّية تتصل بالعين فيتضرر... إلى أن قال رحمه الله: "وقالت فرقة أخرى: لا يستبعد أن يبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية فتتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه فيحصل له الضرر" وقال رحمه الله في نفس المصدر: "ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة وجعل في كثير منها خواص وكيفيات تؤثر، ولا يمكن للعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس"
وأما القول بأن الخرزة الزرقاء تمتص من خلال اللون الأزرق هذه الموجات، وبالتالي يسلم المحسود من أذى الحاسد، فمثل هذا الكلام كلام فاسد، وليس هناك دليل يثبته؛ بل إنا نقول: إن على المسلم ألا يعتقد صحته، ولا ثبوته لعدة أسباب:
الأول: أن العائن يصيب بفعل الله تعالى، كما قال الإمام النووي رحمه الله: "ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر" انتهى.
والثاني: أن تعليق التمائم لا يجوز، كما بينا سابقاً.
والثالث: أن تعلق الإنسان بهذه الخرزة الزرقاء، واعتقاده أنها تمتص هذه الموجات، وبالتالي يسلم من أذى العائن، مثل هذا الأمر فيه ما فيه من تعلق القلب بغير الله تعالى.
والحاصل أن على المسلم ألا يلتفت لما قاله هؤلاء الأساتذة من تأثير الخرزة الزرقاء في الوقاية من العين، وعليه أن يتحصن بالرقى والأدعية الشرعية، وإذا ابتلي بالعين فدواؤه في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو مبين في الفتوى التي أحلناك عليها.
والله أعلم.