عنوان الفتوى : هل من الممكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة؟ وضوابط الرؤيا المنامية له
سمعت أحد شيوخ الصوفية يقول: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، واحدة منها وهو في اليقظة، وأنه سيأتي إليه في احتفالهم بالمولد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ضمنه، وقال له: اضمن من شئت من الناس بضمانتي، وبعد أيام جاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه الخلفاء الراشدون الأربعة، والحسن، والحسين، ومعهم الزهراء، والصحابة، والتابعون، وتابعو التابعين، وبعدها جاء الصوفية يحملون الدفوف، والطار من خلفهم، وزفوهم إلى داخل المولد، ومقطع الفيديو ما زال معي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جزم المحققون من أهل العلم بأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته غير ممكنة، وانظر الفتوى رقم: 9991.
وكذلك رؤية غيره من الأموات، وانظر الفتوى رقم: 18244.
وعلى ذلك، فلا يمكن أن يكون هذا الرجل قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحدًا من المذكورين في السؤال، إضافة إلى أن الاحتفال بالموالد من البدع، كما سبق في الفتويين رقم: 1563، ورقم: 18765، وما أحيل عليه فيها.
فإن كان هذا الرجل يريد الاستدلال بالرؤى على مشروعية الاحتفال بالمولد، أو غير ذلك مما ذكره: فلا يصح؛ لأن الأحكام لا تبنى على المنامات، وانظر الفتوى رقم: 67482.
ويجدر بالذكر أن صحة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام لها ضوابط، منها: أن يراه على صورته الحقيقية، كما سبق في الفتوى رقم: 45520.
فقوله عليه الصلاة والسلام: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي. متفق عليه، المقصود به رؤيته بأوصافه الحقيقية، فليس كل من يراه النائم في منامه ظانًّا أنه الرسول عليه الصلاة والسلام يكون كذلك، إلا إذا انطبقت عليه أوصافه، وانظر الفتوى رقم: 23970.
والله أعلم.