عنوان الفتوى : شبهة حول التشابه بين الإسلام والمانيشية والرد عليها
قرأت أن هناك تشابهًا بين الديانة المانيشية والإسلام، لدرجة زعم النصارى والملاحدة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد أخذ منهم، وهي عدة مواضيع مُثارة؛ لذلك نريد الرد المفصل عليهم - جزاكم الله خيرًا -.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الدعوى من أبطل الباطل، ولا يمكن أن يقولها من يعقل ويعرف ماني ـ مؤسس الديانة المانيشية ـ وعقائده وأصول ديانته الوضعية! فأين ديانة التوحيد من ديانة ثنوية مبنية على اعتقاد أن العالم مركب من أصلين قديمين: أحدهما النور، والآخر الظلمة، وقد كان علماء الإسلام يلقبون المانوية بالزنادقة، قال الشهرستاني في الملل والنحل: المانوية: أصحاب ماني بن فاتك الحكيم ... أحدث دينًا بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول: بنبوة المسيح - عليه السلام - ولا يقول بنبوة موسى - عليه السلام - حكى محمد بن هارون المعروف بأبي عيسى الوراق، وكان في الأصل مجوسيًا عارفًا بمذاهب القوم: أن الحكيم ماني زعم أن العالم مصنوع مركب من أصلين قديمين: أحدهما نور، والآخر ظلمة، وأنهما أزليان لم يزالا، ولن يزالا، وأنكر وجود شيء إلا من أصل قديم. اهـ.
وقال الملطي في التنبيه: المعطلة الدين يزعمون أن الأشياء كائنة من غير تكوين، وأنه ليس لها مكون، ولا مدير، وأن هذا الخلق بمنزلة النبات في الفيافي والقفار، يموت سنة شيء، ويحيى سنة شيء، وينبت شيء، وأنها تغلب عليها الطبائع الأربعة في أبدانها، فإذا غلبت إحداهن قتلته؛ لأنه يموت الصغير، ويحيى الكبير، وإن أباه خلقه، وخلق الأب أبوه، لا يعرفون آدم، وإن آدم له آباء، تعالى الله عما يقولون، ومنهم المانوية: يزعمون أن إلهين وخالقين: خالق للخير والنور والضياء، وخالق للشر والظلمة والبلاء. اهـ.
وعلى أية حال: فهذه دعوى فارغة، لا تتأهل لنقدها، أو الرد عليها، ويكفي أن يعرف المرء حقيقة الإسلام، ويعرف حقيقة المانوية؛ ليقطع بأن الفرق بينهما هو الفرق بين الإيمان والكفر، وبين التوحيد والشرك!
والله أعلم.