عنوان الفتوى : حكم الخوف من الجن، وسبل معالجته
أصدقائي يعيرونني بأني ضعيف، وجبان؛ لأني أخاف من الجن, ويعرفون أني أحب الشهادة في سبيل لله, ويقولون لي: كيف تجاهد وأنت جبان تخاف من الجن! يعيرونني لأنهم طلبوا مني أن أرقي ورفضت؛ لأني لم أرق أبداً، ولخوفي من الجن. هل الذي يخاف من الجن لا يصلح أن يكون مجاهدا؟ وهل يأثم الإنسان إذا كان يخاف من الجن؟ وكيف أتخلص من خوفي من الجن؟ في أمس الحاجة للجواب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تمني الشهادة في سبيل الله مستحب، ويرجى لمن تمناها صادقا أن يرزقه الله أجرها ولو مات على فراشه؛ ففي صحيح مسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: وَفِيهِ استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير. انتهى.
واعلم أنه لا إثم على العبد من الخوف الذي يجده الإنسان بطبيعته، مما يؤذي، كأن يخاف مما يضره من الجن .. فهذا خوف جِبِـلِّي، لا إثم فيه، ولا حرج في الخوف من الرقية إن كنت تخاف ضررهم.
وأما عن التخلص من الخوف من الجن، فننصحك بالتحلي بالشجاعة، والثقة بالله تعالى، والتوكل عليه، وإزالة أوهام الخوف عنك، والتضرع إلى الله، والتعوذ به من الجبن، إضافة إلى لزوم الطاعة، والإكثار من ذكر الله تعالى؛ لما روى أحمد والترمذي وصححه الألباني من حديث الحارث الأشعري، وفيه: ... وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل. وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.
والله أعلم.