عنوان الفتوى : تصنيف الزواج حسب قول علي: الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك
قال الإمام علي بن أبي طالب: الرزق نوعان: رزق يطلبك، ورزق تطلبه. فأما الذي يطلبك فسوف يأتيك ولو على ضعفك. وأما الذي تطلبه فلن يأتيك إلا بسعيك. وهو أيضا من رزقك. فالأول فضل الله. والثاني عدل من الله. أريد أن أعرف في ضوء رواية الإمام عليّ -كرم الله وجهه- هل الزواج رزق من النوع الأول أم الثاني؟ وإذا كان رزقا نطلبه. فكيف ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام المنسوب إلى الإمام علي- رضي الله عنه- قد أورده صاحب كنز العمال بلفظ : اعلم أي بني أن الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك. وعزاه إلى وكيع والعسكري في المواعظ. وأما بقيته فلم نعثر عليه منسوبا إلى الإمام علي.
وعموما فإن معناه صحيح شرعا. وانظري الفتوى رقم: 225970
وأما بخصوص الزواج فقد يكون من النوع الأول، كما قد يكون من النوع الثاني، وهذا حسب ما قدره الله تعالى للإنسان، فقد يقدر له الزواج بلا سعي، وقد يكون قدره له مرتبطا بأسباب لا بد له من الأخذ بها.
وينبغي ألا ينشغل الإنسان بما غيب عنه، وإنما يأخذ بالأسباب المشروعة لتحصيل الرزق، متوكلا على الله في حصول الرزق من زواج أو غيره، وسوف يأتيه ما كتب له. وانظري الفتوى رقم: 151565 وما أحيل عليه فيها.
وبخصوص طلب المرأة للزواج فإنه يكون بالأسباب المشروعة، ومنها الدعاء، بل هو أعظم الأسباب، كما يمكنها الاستعانة في ذلك بأهل الخير والثقة، كما يجوز لها عرض نفسها على من ترتضيه في دينه وخلقه، بالضوابط التي ذكرناها في الفتوى رقم: 108281، وانظري لمزيد الفائدة الفتويين: 81078، 130822
ولتحذر كل أخت كريمة من تسويل الشيطان بطلب الزواج بأسباب محرمة، كالتبرج، والاختلاط المحرم، والخضوع بالقول وغير ذلك.
والله أعلم.