عنوان الفتوى : النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل
هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى أخبرنا بكثير من أخبار خلقه لمخلوقاته، وعلى المسلم أن يتتبع ما ثبت في النصوص من الحديث عن الله تعالى، وأن يتفكر فيما خلق الله تعالى ومظاهر قدرته وحكمته وحسن تدبيره لخلقه، ويترك التكلف فيما يتعلق بالله مما لم يأت فيه نص، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التفكر في ذات الله تعالى، وأمر بالتفكر في آياته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ عن ابن عمر، وحسنه الألباني في الجامع.
وفي رواية عند أبي نعيم في الحلية: تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله. حسنه الألباني أيضاً.
وقد تتابعت نصوص أهل العلم في النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل، والحث على التفكر في آياته الكونية المرئية، وآياته الشرعية المقروءة، ونعمه التي تغمر الإنسان وتحيط به، قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في الرسالة: لا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون.. يعتبر المتفكرون بآياته، ولا يتفكرون في ماهية ذاته..
وقال أبو جعفر الطحاوي: لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام..
قال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس: ومن ذلك أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسألون حتى تقولوا هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فو الله إني لجالس يوماً إذ قال رجل من أهل العراق هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فجعلت أصبعي في أذني ثم صحت: صدق رسول الله، الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم له كفوا أحد. انتهى.
قال أبو جعفر الطحاوي: ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ـ قال الشارح: قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه. انتهى.
والله أعلم.