عنوان الفتوى : الفارق بين الراقي والمشعوذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم على إتاحة الفرصة لي للمشاركة وجزاكم الله ألف خير وبركة.سؤالي هو: هل يجوز الذهاب إلى الشيوخ للمعالجة لفك السحر؟ وهل يجوز معرفة كيفية السحر سواء أكان مدفونا في القبر أو غير ذلك؟ وهل يجوز معرفة الشخص الذي أساء لك؟إذ أنني أعرف فتاة تقدم لخطبتها ما يقارب خمسة عشر خطيباً أو أكثر ولكن الأمر لا يتم ففي كل مرة تأتي امرأة وتتوسط لخطبتها لا تعود مرة أخرى رغم أنها ذات خلق ودين والكل يشهد بذلك.ذهبت إلى أحد الشيوخ إذ أنه يتعامل بالقرآن وأخبرها بأن السحر مدفون مع الميت وأخبرها أن فلاناً عمل لك عملاً هو أخبرها كي تتحاشاهم وأعطاها الكثير من الكتابات بالقرآن الكريم إذ أنه يتعامل بالقرآن.أفيدوني خيراً فهي إلى الآن يتقدمون لخطبتها ذوو الدين والخلق ولكن لا يكتمل الأمر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السحر حقيقة، وله تأثيره على المسحور، وهو ابتلاء من الله تعالى لعباده، كغيره من أنواع البلاء التي يتحقق بها الذل والخضوع، والتضرع والالتجاء إلى الله، وتكفر بها سيئات المبتلى وترفع درجاته إن صبر عند الابتلاء.
ولا حرج في طلب العلاج منه، وذلك بالرقية الشرعية من القرآن والأدعية والأذكار، سواء بأن يرقي الإنسان نفسه، أو يطلب هذه الرقية ممن عرف بالاستقامة في عقيدته ودينه وأخلاقه، مع وجوب الحذر من الذهاب إلى من يدعي معرفة الغيب من الكهنة والعرافين، وهذا هو الغالب على من يتصدى للعلاج من السحر أو العين في هذا الزمان، مما يتطلب التحري والحيطة والحذر.
ومن أبرز علامات هؤلاء الذين يجب الحذر منهم ما ذكرت عن الشخص الذي ذهبت إليه الفتاة من ادعاء معرفة مكان السحر أو أن فلاناً هو الذي فعله، فمدعي هذا إما أن يكون كاذباً وإما أن يكون ممن يتعاملون مع الجن والشياطين، هذا علاوة على ما يترتب على تصديقهم من إثارة الفتنة والحقد والبغضاء بين الناس.
والذي يشرع لمن غلب على ظنه الإصابة بالسحر طلب العلاج بالسبل الشرعية، مع الإكثار من رفع الأيدي بدعاء الله تعالى أن يكشف ما به من ضر.
وفي ختام هذا الجواب نسأل الله تعالى لهذه الأخت الشفاء التام من جميع الأسقام، وأن ييسر لها أمر الزواج، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
5252، والفتوى رقم:
14231، والفتوى رقم:
7087.
والله أعلم.