عنوان الفتوى : المراهنة على نتائج المباريات الرياضية من القمار المحرم
شركة حكومية لتطوير الرياضة، مداخيلها من لعبة الرهانات على نتائج المقابلات، تصرف للأندية، ولتطوير البنية التحتية. لماذا يجوز التنبؤ بالطقس استنادا لمعطيات علمية، وتنكرون التنبؤ بنتائج المباريات، والتي ترتكز على معطيات علمية كقوة الفريق واللاعبين والتكتيك وغيره، كما أنه في الأخير يبقى استقراء للواقع، وهو توقع وليس جزما بما سيحصل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمراهنة على نتائج المباريات الرياضية من القمار المحرم بالاتفاق؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 131222 وما أحيل عليه فيها. وكذلك الحكم إن حصلت المراهنة على حالة الطقس المتوقعة مستقبلا، فإن ذلك أيضا من القمار المحرم، فإن حقيقة المقامرة هي: التردد بين الغنم والغرم، بحيث لا يخلو أحد الطرفين من الربح أو الخسارة.
قال ابن حجر الهيتمي في (الزواجر عن اقتراف الكبائر): قال تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة: 90، 91]. والميسر: القمار بأي نوع كان، وسبب النهي عنه وتعظيم أمره أنه من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله عنه بقوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} [البقرة: 188] .. اهـ.
وأما ما أشار إليه السائل من التسوية بين التنبؤ بالطقس استنادا لمعطيات علمية، وبين التنبؤ بنتائج المباريات، ارتكازا على معطيات علمية كقوة الفريق واللاعبين وغير ذلك !! فهذه مغالطة وتسمية للأشياء بغير اسمها؛ فإنه لا يصح وصف ذلك بالمعطيات العلمية ! وما هو إلا تخرص له مقدمات ترشح نتيجته على سبيل الاحتمال. بخلاف توقع حالة الطقس، فإن ذلك مبني بالفعل على حقائق ومشاهدات حسية، ونظريات ودلائل علمية، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 205165.
هذا مع ما في ذلك من الفائدة والمنفعة الكبيرة للناس، بخلاف نتائج المباريات !
والله أعلم.