فوائد من شرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالله بن حميد
مدة
قراءة المادة :
21 دقائق
.
فوائد من شرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالله بن حميدالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أهم كتب العقيدة التي ينبغي للمسلم العناية بها، والرجوع إليها: كتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ومما يسهل له الاستفادة منه القراءة في شروحه، والكتاب شرحه الكثيرون، منهم: العلامة عبدالله بن محمد بن حميد، رحمه الله، وشرحُه يوجد به استطرادات وفوائد متنوعة، وقد يسَّر الله الكريم لي فاخترت بعضًا منها، أسأل الله أن ينفعني وجميع المسلمين بها.
الغالب أن من تعاطى الربا لا يُختَم له بخير:
الذين يأكلون الربا ويتعاملون بها لا شك أنهم معرَّضون لسخط الله، والله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278، 279]، ومن يستطيع أن يحارب الله ورسوله؟! ولم يأتِ هذا في عقوبة الزنا، ولا عقوبة الخمر، مما يدلُّ على عظم ذنب الربا وقبحه.
قال ابن دقيق العيد: إن أكَلةَ الربا مجرَّبٌ لهم سوءُ الخاتمة.
فالغالب أن من تعاطى الربا لا يُختَمُ له بخير، في الغالب أنه يموت على شر؛ لأن دمه ولحمه نبَتَ على سُحتٍ، فحريٌّ ألا يوفَّق ولا يختم له بخيرٍ.
[ص: 193]
الاعتماد على الله والتوكل عليه:
الإنسان إذا اعتمد على الله واتكل عليه فلو تكيده السموات ومن فيهن، والأرضون ومن فيهن، فلا بد أن الله يجعل له فرجًا ومخرجًا، ينجيه من هذه الخليقة كُلِّها، ولا تضره؛ لاعتماده على الله.
[ص: 168]
الحذر من الإعجاب بالنفس:
من أُعجب بنفسه فنزَّل نفسَه منزلةَ الإله، كما وقع لبعض ملوك بني بويه، وهو عضد الدولة، وذلك أن القرامطة لما عظُم أمرهم وقويت شوكتهم بعث الخليفة العباسي جيشًا من بغداد وهو في البحرين، فهَزموا جيش الخليفة، فجهَّز لهم جيشًا آخرَ، فهزموه أيضًا، فانتدب لهم عضد الدولة وطلبَ من الخليفة أن يُوليه قتالهم، فولَّاه قتالهم...فكسرهم وشتت شملهم، فأُعجب بنفسه، فأنشأ يقول:
عضد الدولة وابن ركنها
ملكُ الأملاك غلابُ القدَرْ
بل أنت إبليس، وليس غلاب القدر، أُعجب بنفسه لما نصَره الله على القرامطة، وطمحت نفسه إلى أن ادعى أنه غلاب القدر، وقد قال هذا في أول النهار بعد النصر، فما غربت الشمس إلا وهو مجنون، يبول على ثيابه، مكبَّل بالحديد.[225]
العين حق، وتصيب حتى من غير اختيار العائن:
العين حق، وتصيب الإنسانَ بإذن الله، حتى من غير اختيار العائن، فربما أن الشخص يصيب ولدهُ ويصيبُ أقرب الناس إليه؛ فلهذا أُمر أن يقول الإنسان: "ما شاء الله"، أو يذكر الله، حينما يرى ما يعجبه.
وقد ذكر ابن عبدالبر في "التمهيد" بعض الحكايات المتعلقة بالعين، ومن جملتها أنها تقع ولو في أتفه شيءٍ، ليس من لازمها أن يكون المعايَنُ عنده أمر كبير يختصُّ به دون غيره، أو أمر مهم، أو شيء مستحسن، قد تقع على الإنسان بأدنى سببٍ، فمن ما جملة ما ذكره ابن عبدالبر: أن شخصًا جلس يبول في أرض دمثة، وكان لضرب بوله صوت في الأرض الدمثة، فمرَّ به شخص، فسمع صوت بوله، فأصابه بالعين فسقط مغشيًّا عليه! [ص:62 - 63]
الدعاء يكون من صميم القلب:
من علامات الإجابة: أن يوفِّقك الله للدعاء، ولكن الدعاء لا يكون من طرَف اللسان، بل لا بُدَّ أن يصدر من صميم القلب، فإذا صدر من صميم القلب، من قلب حيٍّ مقبلٍ على خالقه وباريه، فالله لا يخيب دعاءه ولا يردُّه، بل إما أنه يعطيك سؤلك، ويجيب دعاءك، أو أن يدخر دعاءك هذا في الآخرة، أو يصرف عنك من البلاء ببركة دعائك ما لا تعلمه.
[ص: 42]
الحكمة في ذكر الزِّنا في موعظة الكسوف:
ما الحكمة في ذكر الزنا في موعظة الكسوف؟ لم يذكر قتل النفس، ولم يذكر الربا، ولم يذكر شرب الخمر، ولم يذكر الكفر والشرك، وإنما ذكر الزِّنا.
قالوا: لأن القلب كالشمس مشرق بالإيمان، فالشمس حصل عليها هذا الكسوف فغيَّرها، وأحدث فيها نكتة سوداء، فالزاني عندما يزني يحصلُ في قلبه - الذي هو كوكب من نور - نكتةٌ سوداء، إن تاب ورجع ذهبت تلك النكتةُ السوداء، وإن استمرَّ في المعاصي انطمس هذا النور.
[ص: 59]
ثالث المسجدين، وليس ثالث الحرمين:
عندما يذكرون المسجد الأقصى في القدس، يقولون: ثالثُ الحرمين...
فهل نوافقهم على هذا؟ هل هو ثالث الحرمين؟ نقول: قولهم هذا باطل، ليس ثالث الحرمين باتفاق المسلمين، فالمسجد الأقصى ليس بحَرَمٍ، بل قُل: "ثالث المسجدين"، هذا صحيح، والصلاة فيه بخمسمائة صلاة، هذا صحيح، ومسجد الخليل أيضًا يسمونه "الحرم الإبراهيمي"، كُلُّ هذا خطأ، إنما الحرم: حرم مكة، وحرم المدينة.
لأن معنى "الحرم" هو الذي لا يُعضد شوكه، ولا يُختلى خلاه، ولا يُنفر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا لمعرِّف، هذه الأحكام لا يوجد شيء منها بالأقصى.
[ص:235]
القومية العربية:
العرب لهم فضل وشرف بنسبهم، لكن إذا تخلَّفوا عن دينهم فلا خير فيهم، ولا في نسبهم؛ ولهذا قولهم: القومية العربية، الجامعة العربية، كله خطأ، فانتسابهم للإسلام هو المتعين، والدليل على ذلك أن القرآن والسنة لا نجد فيهما أن العرب والفخر بسبب عروبتهم، إنما بسبب إسلامهم، وأما قبل الإسلام فهم أكفر الخلق، قال الله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، ولم يقُل: إنما العرب إخوة، فلا فرق بين العربي والهندي والجاوي وغيرهم إلا بالتقوى.
وأصل القومية العربية - وهذا الذي نسمعه - إنما جاء في سنة 1910م، وأسبابه بمقتضى ما قرأناه: هو أنه لما حصلت الحركة في تركيا فكَّر ساسة الفرنسيين والإنجليز وعقدوا مؤتمرًا في باريس، وقالوا: الأتراك ينتمون للإسلام، والعرب كذلك ينتمون للإسلام، فإذا اجتمعوا كوَّنوا جبهة عظيمة، فلا بدَّ من التفرقة وإنزال العصبية العِرقية منزلة الإخوة الإيمانية، فنفصلهم بقولنا: هؤلاء "عرب"، وهؤلاء "أتراك"، فلا يربط بينهم دينٌ، فأشاعوا هذا، وألَّفوا فيه مؤلفات، وهذا من أبطل الباطل.
وفي الصحيح أن رجلًا من المهاجرين كسع رجلًا من الأنصار فتنادَوا: يا للمهاجرين! والأنصاري يقول: يا للأنصار! مع أنه صفة مدح وخير، غضب الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: ((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟!))، هذا يقول: يا للأنصار، وهذا يقول يا للمهاجرين، فكيف بالعروبة؟!
نحن نفتخر بعروبتنا لا بأس، نحن عرب لكن ليست العروبة كل شيءٍ، بل الإيمان أقوى منها، ورابطة الإسلام أعلى منها، فالعربي إن لم يكن مستقيمًا ولا على الجادة، فهو العدو اللدود، قال الله: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22].
[261، 262]
صنف للرافضة كتابًا في إسلام أبي طالب:
الرافضة تعظِّم أبا طالب، ويدَّعون أنه مسلم، ويزورون قبره في مكة، وربما طلبوا منه الشفاعة، وتوسلوا به إلى الله، قبَّحهم الله، وقد قال لنا بعض علماء مكة: إن الرافضة اتصلوا بأحمد زيني دحلان - وهو يعرف أن أبا طالب مات على الكفر - فصنف كتابًا لهم سماه: "أسنى المطالب في نجاة أبي طالب"، وأخذ مالًا مقابل تصنيفه هذا الكتاب، في حين أنهُ يعرفُ أنَّ أبا طالب مات على الكفر.
[ص: 305].
كتاب "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق" للنبهاني:
النبهاني له كتاب سماه: "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق"، خلَّط فيه، وذكر فيه الترهات والأكاذيب، ولفَّق فيه ما لفَّق مما يستحي العاقل من ذكره، فمن ذلك أنه ذكر: أن بقرة حليبها كثير ماتت، فبنوا على قبرها، وتبركوا بها، واستغاثوا بها! انظر إلى فساد العقول، كيف لا يستحي من ذكر هذا؟ بقرة تُبنى على قبرها قبة، ويُتبرك بها؟! [ص:315].
قبر الحسين المشهور في مصر هو قبر رجل نصراني:
مثل ما في مصر من زعمهم أن قبر الحسين بن عليٍّ فيها، ويعظمونه ويزورونه ويطوفون حوله، وبنوا عليه قُبَّةً، وبنوا عليه مسجدًا، سموه: "مسجد الحسين"، وما هو إلا كذب في كذب، فقد ذكر ابن قسطلاني: أن قبر الحسين المشهور في مصر هو قبر رجل نصراني، بنوا عليه قُبّةً، وقالوا: هذا قبر الحسين.
والحسين رضي الله عنه، لم يأتِ مصر، ومع هذا جعلوا يطوفون بالقبر، وبنوا قُبّةً عليه، زخرفوها بالذهب، وصرفوا أموالًا عظيمة، فانظر إلى تلاعب الشيطان بهؤلاء.
[ص: 243]
دليل الرافضة على قبر علي بن أبي طالب:
قبر عليٍّ الآن في الكوفة، نقرأ في كتب الرافضة أن قبر علي جُهل لما قُتل رضي الله عنه في الكوفة، ولم يعلم مكان قبره، ولطول المدة ضاع، إلا أنهُ عُرِفَ بواسطة غزال، وذلك أن هارون الرشيد خرج من بغداد للقنص، ووجد غزالًا أمامه، فلحقه يريد صيده، فذهب إلى ربوة هناك، وجعل يتمرغ بالربوة، استدلوا بهذا على أن هذا قبر عليٍّ، الدليل على أن هذا قبر علي: أن الغزال ذهبت تتمرغ به! هذه خرافات.
[325]
من خطط المستعمرين والدعاة للباطل إيجاد فجوة بين العلماء وبين العامة:
هنا دسائس يفعلها المستعمرون اليوم...
عندما يريدون نشر مبدأ من مبادئهم، كالشيوعية أو القاديانية، أو اليهودية، أو النصرانية، فعندهم خطة، وهي أنهم يرون المسلمين فيهم علماء أفاضل، وفيهم أهل خير، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فيقولون: ينبغي إيجاد فجوة بين هؤلاء وبين عامة المسلمين، وصورة الفجوة أن يقال: إنهم قصروا ولم يقوموا بواجبهم، وأن الوظائف أغرقتهم، وأنهم كذا وكذا، فينبغي نشر هذا بين العامة، حتى إن العامة ينفرون من العلماء، ولا يقبلون منهم، فإذا جئنا بأيِّ مذهبٍ أو بدعةٍ تقبلته العامة، لأن العاقبة الكأداء في سبيل ما نريده هم: العلماء، فإذا أوجدتم فجوة بينهم وبين العامة صار العامة لا يقبلون منهم، وصاروا مسرحًا لقبول أيِّ دعوة تأتيهم من غير المسلمين، هذا من خططهم التي قرأنا عنهم.
وهذا من أهم ما ينبغي التنبه له، وهو أن الدعاة للباطل يوجدون فجوةً بين العلماء وبين العامة، حتى إنهم إذا نصحوهم، وبيَّنوا لهم الأدلة، وهدوهم إلى الطريق، لم يقبلوا منهم، إذًا يَقبلون أيَّ دعوة مخالفة لدعوة الإسلام، هذا من خطط المستعمرين.
[ص: 369]
من يبيح الربا من العصريين ممن يدعي العلم:
للأسف أن هناك من يدعي العلم وجعل يحاول إباحة الربا، الذي هو محرَّم بالكتاب والسنة والإجماع، يقول: "إنه جائز إذا كانت الفوائد من أجل التنمية التجارية"، لا بأس أن تأخذ - مثلًا - ألفًا عن ألف ونصف، أو مائة ألف على أنك تُسلمها مئة وعشرة آلاف، إذا لم تأكلها، وإنما أقمت بها مصنعًا مثلًا، كُلُّ هذا باطل، ومن التعاليم الفاسدة، فالله سبحانه وبحمده حرَّم الربا، وهذا هو ربا الجاهلية، وهؤلاء جاؤوا بأشياء لا دليل لها، ولكن كما قال الله: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21].
يقولون: "الربا يجوز لمصلحة الفقير"، إذا كنت صاحب مال وجاءك الفقير يريد أن يأخذ منك ألفًا بألف ومائة إلى السنة المقبلة، فلا يجوز، وإذا كان غنيًّا تعطيه الآن ألفًا ويعطيك إياها ألفًا ومئة يفتخ بها مشروعًا، فهذا لا بأس به، هذا تفريق بين المتماثلين، هذا الذي يقوله كثير من العصريين، لكن هذا كلُّه لا أصل له، هل القرآن فرَّق بين هذا وهذا؟! هل الرسول صلى الله عليه وسلم فرَّق بين هذا وهذا؟!
الله حرَّم الربا من حيث هو، وحثَّ على الإقراض، وحثَّ على الصدقة، ورغَّب في الإنفاق والإحسان إلى الناس، وبعد هذا كلِّه ذكر تحريم الربا، فتحريم الربا جاء في آيات البقرة بعد قوله: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ﴾ [البقرة: 261]، يحثُّ على الإنفاق في سبيل الله، وقال ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، ثم قال بعد هذا: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275] لا تعطِ أي إنسان بطلب الفائدة، بل أعطه لله، والله يعوِّضك خيرًا.
[ص: 194]
عذاب النمام في قبره:
النميمة هي: نقل حديث قومٍ إلى آخرين على جهة الإفساد بينهم.
والنميمة بها تُسفك الدماء، وبها تقطع الأرحام، وبها يتفرق الصديقان.
وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين، فأخذ الجريد فشقه نصفين، فوضع على كل قبرٍ منه شقًّا، وقال: ((إنهما لَيُعذَّبانِ، وما يعذبان في كبيرٍ، فأما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله))، فالذي يمشي بالنميمة يُعذب في قبره؛ لأنها تُفسد بين الصاحبين، وبين الأب وابنه، وبين الرجل وأهله، وبين القبيلة والقبيلة.
ووجه كون النمام يعذَّب في قبره هو: أن النميمة مقدمة لسفك الدماء؛ وذلك أن نقل حديث هؤلاء إلى هؤلاء على جهة الإفساد بينهم يُذْكِي العداوةَ حتى تؤدي إلى سفك الدم، وأول ما يقضي الله فيه بين خلقه: الدماء، قبل أن يقضي بينهم في الأموال وغيرها، فلما كانت النميمة مقدمة لسفك الدماء، ناسب أن يُعذَّب النمام في قبره قبل عذاب الآخرة.
[ص: 405 - 406]
تعليم الأطفال للقرآن يؤثر في سلوكهم وأخلاقهم:
القرآن هداية للقلوب؛ ولهذا تجد من قرأ القرآن، يؤثر ذلك في سلوكه، ويؤثر ذلك في أخلاقه، في الغالب، ويؤثر في اتجاهه إلى الله واستقامته، وفرقٌ بينه وبين من لا يقرأ القرآن، جاء في الحديث: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثلُ الأترجة: طعمُها طيِّب، وريحها طيب))؛ ولهذا حثَّ السلف على أن نعلِّم أطفالنا القرآن ليعتادوا الخير، وينشؤوا نشأة طيبة؛ لأنه يؤثر في سلوكهم، ويؤثر في أخلاقهم.
[ص: 473]
حلاوة الإيمان تكون مع الموالاة والمعاداة في الله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من أحبَّ في الله، وأبغض في الله، ووالي في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعمَ الإيمان، ولو كثرت صلاته وصيامه، حتى يكون كذلك)، لن يجد حلاوة الإيمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يحبَّ في الله ويبغض في الله، ويوالي في الله، ويعادي في الله، فمجرد كثرة الصلاة وكثرة الصوم والزهد في الدنيا لا يؤثر إذا كان الإنسان لا يفرِّق بين أعداء الله وأولياء الله، كلهم عنده سواء، فإذا قابل الكافرَ رحَّب به وأكرمه، كما يصنع مع أولياء الله ولا فرق، هذا صلاته وصومه لن يجد بهما طعم الإيمان، وهو على ذلك.
[ص:483]
حلاوة الإيمان تخفف المصيبة على الإنسان:
إذا آمنتَ بالقدر استراح قلبك، وانشرح صدرك، واطمأنَّ ضميرك؛ لأنك تعلم أن المصيبة التي وقعت عليك لم تكن جديدة، بل قدَّرها الله قبل أن يخلقك.
والعلم بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك من حلاوة الإيمان، فالإيمان له في قلبك حلاوة وبشاشة، ومن حلاوة الإيمان أن المصيبة التي وقعت يخفُّ ضررها عليك متى اعتقدت أن الله قدَّرها عليك قبل أن تُخلق، فإنك تجد شيئًا من الراحة.
[ص: 714]
بذل كل ما يمكن لطلب العلم:
الإنسان مهما فعل في طلب العلم فلا يعتبر كثيرًا، فإن الشياطين حرَصتْ على العلم، حتى إن الواحد منهم يركب الآخر، من أجل أن يسمعوا كلمة، يُلقونها إلى أوليائهم من الإنس، هذا يدل على أن المسلم مهما بذل في تحصيل العلم، فلا يعدُّ كثيرًا.
[ص: 277]
القرآن الكريم إذا حلَّ في القلب استنار، وأذهب الهموم والأحزان:
معنى: (أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي) أن القرآن بمنزلة المطر، وقلبك بمنزلة الأرض، فالمطر إذا وقع على الأرض أنبتتْ وجاءت بأنواع الثمار الجميلة النافعة، فالقرآن إذا حلَّ في قلبك أنتج الإيمان، وأنتج الخوف من الله، وعظمة الله والإقبال عليه، واستنار قلبك، وذهب همَّك، وجلَّى حزنك.
[ص: 210]
فوائد مختصرة:
• العلم النافع يؤثر على الإنسان في سلوكه، وأخلاقه، وعبادته، واستقامته.
[ص: 175]
• العلم الحقيقي الذي يُورثُ الخشية من الله، يعود آخر الزمان جهلًا، يجهله الناس ويتضاءل ويذهب.
[ص: 570]
• قولهم: زارتنا البركة، هذا من بركاتك"، فلا بأس به؛ لأنه من باب التفاؤل.
[386]
• إذا كان الرجل تقيًّا مخلصًا لله، متصلًا قلبه بالله، فهذا تنفع قراءته، ويكون لها من التأثير الشيء الغريب، أما إذا كان بخلاف ذلك فلا تأثير لقراءته.
[ص:429]
• من غرَّته نفسه أو خالط قلبَهُ شيءٌ من الكبر والعظمة، فإن الله يبتليه في الدنيا قبل الآخرة.
[ص:500]
• من أراد مدح الناس أو ثناءهم أو رياسة أو غير ذلك، فحكمه حكم من باع جوهرة نفيسة ببعرة.
[ص: 538]
• من سبَّ الله ورسوله..
صنَّف ابن تيمية كتابًا مفيدًا في هذا المعنى، سماه: الصارم المسلول على شاتم الرسول.
[ص: 640]
• إذا امتلأ قلبك بمحبة الله رضيتَ بما قدَّر الله، وإذا امتلأ قلبك بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم صدَّقته فيما يقول.
[ص: 715]
• الإنسان إذا لم ينشأ بالتربية الدينية ولم يقم بقلبه تعظيم الله، فإن الموت خير له من حياته، ولو كان يحمل شهادة جامعية أو شهادة ماجستير أو شهادة دكتوراه![734]
• إذا صنعت لشخص معروفًا، فهو ولا بُدَّ سيميل قلبهُ إليك مقابل معروفك، ويذلُّ لك، فينبغي أن يكافأك حتى يكون قلبه كلُّه لله، فينقطع القلب عن جميع الخلائق ويتصل بالخالق.[ص:680]
• ترك الأمر بالمعروق والنهي عن المنكر خوفًا من أولياء الشيطان لا ينبغي، بل على الإنسان أن يأمر وينهى ويبيِّن الحق مهما كانت الحالة، والله إذا علم منه صلاح النية فإنه يؤيده ويناصره.
[ص: 487]
• ما ظنك بمن يبتعثون أبناءهم وهم صغار إلى الجهات المختلفة من بلاد الكفر، لم يعرف العقيدة، ولم يعرف الإسلام، ولم يعرف إلا ما برق أمام عينيه؟ يا للأسف ويا للمصيبة! أين قوله: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]؟ [ص: 266]
• ما يبقى للإنسان إلا ما قصد به وجه الله والدار الآخرة، هذا الذي يبقى، فإذا عَمِله لأجل وجه فلان، فهذا يخونك أحوج ما تكون إليه، بل تعاديه ويعاديك يوم القيامة، وكل منكم يتبرأُ من الآخر؛ لأن المحبة لم تُبْنَ على أسسٍ من التقوى.[484]
• لا يجوز الأمن من مكر الله، وهو: أن تستبعد أن الله يعذبك، وتستبعد أن الله يسلب نعمه عنك، هذا من الخطأ؛ فلا ينبغي أن يستبعد الإنسان غضب الله عليه مع تماديه بالمعصية، وعدم صرف هذه النِّعم في مرضاة الله.
[ص: 512]
• ما يصيب العبدَ في الدنيا من المصائب هي رحمة له، وتخفيف عنه، ومن علامات توفيق الله وإحسانه ورحمته بعبده: أن يعجِّل عقوبته في الدنيا، بابتلائه بشيءٍ من المصائب؛ لأن ذلك تخفيف من سيئاته، وتكفير لذنوبه وخطاياه.
[ص: 527]