عنوان الفتوى : مدى صحة الأثر المنسوب لعمر بن الخطاب في سبب النصر والهزيمة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما صحة الأثر الذي جاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "إنكم لا تغلبون عدوكم بعدد, ولا عدة, ولكن تغلبونهم بهذا الدين, فإذا استويتم أنتم وعدوكم في الذنوب كانت الغلبة للأقوى"؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهذا الأثر قد تناقلته كتب التاريخ والأخبار في رسائل مختلفة, وألفاظ متقاربة عن عمر - رضي الله عنه - إلى ولاته, وقادة جيوشه, ولم نقف على من صححه, فقد جاء في بدائع السلك في طبائع الملك للأصبحي الأندلسي: أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في رسالة طويلة "أما بعد: فإني آمرك, ومن معك من الأجناد, بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدّة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب, وآمرك, ومن معك, أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم لله؛ ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم, ولا عدّتنا كعدّتهم, فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا لم ننصر عليهم بفضلنا, ولم نغلبهم بقوتنا.

وجاء هذا منسوبًا إلى عمر بن عبد العزيز، كما في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، وكما في سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الإمام مالك بن أنس وأصحابه.
وفي كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء للكلاعي, ومجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة للآبادي للهندي, وغيرهما, أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح: من عبد الله عمر - أمير المؤمنين - إلى أبي عبيدة بن الجرّاح: سلام عليك, فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو, أما بعد: فقد أتاني كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه من إهلاك الله المشركين، ونصره المؤمنين، وما صنع الله لأوليائه وأهل طاعته, فأحمد الله على صنيعه إلينا، واستتم الله ذلك بشكره, ثم اعلموا أنكم لم تظهروا على عدوّكم بعدد، ولا عدّة، ولا حول، ولا قوة, ولكنه بعون الله, ونصره, ومنّه, وفضله.  

والله أعلم.