عنوان الفتوى : براءة الذمة بأداء الأمانة أو المسامحة مع التوبة
ذهبت لزيارة أختي بأمريكا منذ سنتين وعند عودتي أعطاني صديق هدية لي وهي قميص وهدية لأخي وهي عبارة عن حقيبة جلد صغيرة بها زجاجتين من العطر وصابونة من نفس النوع . فوسوس لي الشيطان بتبديلهما. ولكني ندمت على ما فعلت. فذهبت الآن لأخي وقلت له إن أختي قالت لي إن العكس صحيح فعرضت علية أن يأخذ الحقيبة وسوف أشتري له العطر لأني استخدمتهم كي أخلص ذمتي فرفض وقال إنك لم تعرف أنها لي فلذلك لا يهم لكن لو كنت تعلم حينها تكون قد خنت الأمانة. علماً بأن ما فعلت بناء على نصيحة من شيخ كنت سألتة من قبل. فهل بهذا التصرف أكون قد خلصت ذمتي أمام الله بالعلم أنني شديد الندم على ذنبي. وشكراً....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد وقعت في محظورين:
الأول: خيانة الأمانة التي حملكها صديقك لأخيك، وهذا حرام لأنه تصرف في حق الغير دون إذنه، وفيه مخالفة صريحة لأمره تعالى بأداء الأمانة إلى أهلها، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58].
وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ [الأنفال:58].
الثاني: كذبك على أخيك حينما ادعيت أن الأمر حصل منك على سبيل الخطأ، وقد سامحك بناء على هذا.
فعليك الآن أيها الأخ السائل أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى بأن تندم على ما حصل منك، وتعزم على عدم العودة إليه، وترد الحق إلى أخيك، ومسامحته لك لا تبرئ ذمتك، لأنها مقيدة بعدم علمك بحقيقة هذه الهدية، والأمر ليس كذلك، ولا يشترط عند ردها إليه أن تعلمه بما حصل، لأن ذلك قد يؤدي إلى قطيعة بينكما، لكن عليك أن تردها بما تراه مناسباً لبقاء الود ودوام الصلة، فإن لم تتمكن من ردها فلتطلب منه المسامحة، ولا تبرأ ذمتك إلا بأحد هذين الأمرين، الرد أو المسامحة.
والله أعلم.