عنوان الفتوى : كيف تتصرف مع والدة زوجها النصرانية التي تضايقها في المعاملة
أم زوجي و أب زوجي مسيحيين. و يقطنون بالقرب مني و قد رزقني الله بطفلة عمرها الآن 7 أشهر. أب زوجي يحترمني و يحترم ديننا. أما أم زوجي فإني أجد معها مشاكل: تستهزئ من ديني أحيانا... و قد وجدتها مرة تسمع ابنتي أغاني مسيحية و قد غضبت كثيرا و وعدتني ألا تفعل ذلك مجددا لكني لا أثق. تزورني كثيرا و تتدخل بحياتي وبيتي. دخلت علي غرفة نومي وأنا نائمة رغم أن زوجي منعها. و أنا لا أقوم بأي ردة فعل, أحاول أن أصبر حتى أريها أخلاق الإسلام, لكنها كلما رأتني لا أقوم بردة فعل زادت قلة احترامها لي ولبيتي و لزوجي. الآن أصبحت مريضة لا أستطيع النوم من شدة التفكير في حل لا يغضب ربي ولا يشوه ديني . وأخاف كثيرا على ابنتي من أن تأثر عليها و تبعدها عن ديننا خصوصا أننا نعيش في مدينة بها المسيحيون فقط. أفكر أن أمنع عنها بيتي وأن يزورها زوجي مع ابنتي فقط. لم أعد أحبها رغم أنها تغرقني هدايا وتدعي أنها تحبني أكثر من ابنها (زوجي). زوجي يريد أن يواجهها لأنه مسلم ولا يرضيه ما تفعل لكنها مريضة بالاكتئاب لأن ابنها البكر هجرهم وقطع الصلة بهم (هو مسيحي أيضا), و لا اريد إشراك زوجي في الأمر حتى لا تسوء العلاقة بينهما فهي أمه و يجب عليه حسن معاملتها. لا أريد أن أظلمها لكني ما عدت أستطيع الصبر لقد أصبحت عصبية. أرجوا النصيحة و الدعاء لنا بالثبات على ديننا الحنيف
الحمد لله
نحمد الله أن أعانك على الصبر على أذى هذه المرأة ، وعدم مقابلتها بالسوء ، وأعانك
على تفهم الظرف الذي تعيشينه .
غير أننا ننبهك هنا إلى أمور :
الأول : أن الحزم في إدارة المنزل ، أمر معروف ، مقدر ، سواء للمسلمين أو الكفار ،
فإيصال مثل هذا المعنى ، بحزم ، ووضوح لهذه المرأة : لا يظهر لنا فيه ما يعيبك في
خلق أو دين ، ولا ما يشوه صورة الإسلام .
ومن هذا الحزم المطلوب ، والمهم : مراعاة الخصوصية في المنزل ، فلا تسمحي لها
بالدخول عليك في مكان نومك ، بل يجب أن يكون مفتاح البيت مع الساكنين فيه فقط ، ولا
يدخله أحد إلا بعد الإذن من أهل البيت .
ومن الحزم المطلوب أيضا : التعامل مع الأبناء ، والتحذير من أي تعرض لدينهم أو
خلقهم ، ولذلك ليس لك أن تتركي أحدا من أبنائك معها ، في خلوة ، بدون حضورك ، أو
حضور زوجك ، ما دامت قد فعلت ما فعلت ، ويُخشى منها أن تؤثر على دينهم ، أو أخلاقهم
، لا سيما والبيئة التي تعيشون فيها تساعد على ذلك .
الثاني : إذا وجدت أنها لن تتأثر بكلامك ، أو أنها لن تقتنع به ، أو أنك لن تكوني
قادرة على إيصال رسائل واضحة لها : فليكن زوجك هو من يقوم بذلك ، في هدوء ، مع حزم
، ووضوح . والجمع بين ذلك كله ، ممكن ، لمن وفقه الله .
الثالث : اجتهدي في أن تكافئيها على هداياها ، بما تقدرين عليه من الهدايا والإحسان
، وصلتها ، وزيارتها ، فكل ذلك جائز لا حرج فيه شرعا ، ومن شأنه أن يخفف عداوتها ،
أو حدتها معك ، ويكسر ما في نفسها ، ويخفف آثار الحزم والوضوح في المعاملة بينكما .
يسر الله لك أمرك ، وأصلح زوجك ، وكفاك شر ما أهمك .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |