عنوان الفتوى : معنى الكفر بالطاغوت وهل يكون عند النطق بالشهادتين أم بعدهما
يا شيخ أريد أن أكفر بالطاغوت. كيف أكفر به؟ وهل يجب الكفر بالشيطان، وبالذي يحكم بغير ما أنزل الله؟ والذي يدعو الناس إلى عبادة غير الله، والذي يعبد من دون الله؟ والذي يدعي علم الغيب؟ هل يجب أن أكفر بهم كي أصبح مسلما إذا كان لا بد أن أكفر بهم؟ ومتى وقت الكفر بهم هل عند النطق بالشهادتين؟ وهل أعتبر مسلما إن كفرت بمن يعبد من دون الله فقط؟ ومتى وقت الكفر به هل عند النطق بالشهادتين أم بعدها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا معنى الطاغوت، ووجوب الكفر به بالفتوى رقم: 192811 ، فراجعها، وراجع الفتويين: 50911 ، 8142.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأصول الثلاثة: والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خَمْسَةٌ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِن الْغَي فَمَن يَكْفُرْ بالطَّاغُوت وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}.
وقال: وأما صفة الكفر بالطاغوت فهو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفر أهلها وتعاديهم.
نقلاً عن مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، معنى الطاغوت.
وبهذا النقل يتبين أن المسألة عمل قلبي يتحقق لغالب من ينطق بالشهادتين، فأنت إذا قلت لا إله إلا الله، معتقدا بطلان عبادة غير الله، وبطلان عبادة الشيطان فهذا هو المطلوب ،.....ولا يُمتحن الإنسان بهذه الأمور، بل يدخل الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْبَلُ مِنْ كُلِّ مَنْ جَاءَهُ يُرِيدُ الدُّخُولَ فِي الْإِسْلَامِ الشَّهَادَتَيْنِ فَقَطْ، وَيَعْصِمُ دَمَهُ بِذَلِكَ، وَيَجْعَلُهُ مُسْلِمًا...".
لكن إذا آمن بشيء من الطواغيت كأن ادعى علم الغيب المطلق لأحد غير الله، أو اعتقد أن أحداً من البشر يملك أن يُشرِع للناس، صار مرتداً ، ولو كان يكفر بما يُعبد من دون الله، ولزمه الشهادتان، والتصريح بالكفر بالطاغوت؛ وراجع الفتوى رقم: 192695.
فأنت بحمد الله مسلم، ولا تورِد نفسك في شبهات ووساوس الكفر؛ فالوسوسة داء عضال؛ وراجع الفتوى رقم: 52270.
والله أعلم.