عنوان الفتوى : تأييد صحة القول بأن ( الذي يؤمن بالله ويؤمن بالطاغوت كافر)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فهل هذه الفتوى صحيحة :الذي يؤمن بالله ويؤمن بالطاغوت كافر.وجزاكم الله خيرا والسلام

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فتوحيد الله تعالى قائم على الإيمان به، والكفر بالطاغوت، وهو: كل ما يعبد من دون الله ‏من شيطان أو حجر أو شجر أو قبر أو غير ذلك، إلا أنه لا شيء على من عُبِد دون أن ‏يرضى بذلك، كالمسيح وأمه وغيرهما من الأنبياء أو الصالحين.‏
قال تعالى: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل:36] ‏وقال ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله ‏سميع عليم) [البقرة:256].‏
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله، وكفر بما ‏يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله".‏
فلا يحرم الدم والمال ولا تنفع لا إله إلا الله إلا إذا انضم إليها الكفر بما يعبد من دون الله، ‏بل هذا هو حقيقة النفي الوارد في قولنا: لا إله إلا الله.‏
وهذه هي ملة إبراهيم عليه السلام، كما جاء في قوله تعالى ( قد كانت لكم أسوة حسنة ‏في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ‏وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) [الممتحنة:4]. ‏
والمؤمن بالله حقاً لا بد أن يكون كافراً بالطاغوت، وإلا لما صح إيمانه، لكن قد يوجد من ‏يؤمن بربوبية الله فقط، لكنه يشرك به في ألوهيته، كما هو حال المشركين الذين قال الله ‏فيهم ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) [يوسف:106] فهم يقرون بأنه الخالق ‏الرازق، ويعبدون غيره، وإيمانهم هذا ليس بنافع لهم.‏
وبناء على ما تقدم فالفتوى المذكورة صحيحة إذا كان المراد بها ما ذكرنا.‏
والله أعلم.‏