عنوان الفتوى : سداد الدين أم النفقة على العيال
عندي ديون كثيره للناس وأنا أحاول أن أسددها ولكن لحد الآن ما أستطعت أن أسددها سؤالي هو أحصل على بعض المال وهذا المال لا يوفي باحتياجاتي هل لي أن أسدد ما علي من ديون أو أطعم به أهل بيتي علما بأن هذا المال لا يتجاوز 3000 درهم شهرياً وعندي بيت يتكون من خمسة أطفال بالإضافه لي أنا وزوجتي ؟ هذا وجزاكم الله الف خير.....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مما ينبغي أن يُعْلم أن المسلم لا ينبغي له أن يقدم على الاقتراض إلا عند الحاجة، لما يترتب على ذلك من شغل ذمته بحقوق الآخرين، كما أن عليه أن يحسن النية والقصد في العزم على أداء الدين متى ما كان ذلك بإمكانه، حتى يوفقه الله تعالى إلى سدادها.
فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.
فنصيحتنا للسائل أولاً: أن يسعى في التوفيق بين سداد الدين ونفقة أهله، وذلك بإقناع صاحب الدين بتقسيطه، والاقتصاد في الإنفاق على أهله، فإن هذا أولى.
فإن لم يكن ذلك ممكناً، وكان الدين مؤجلاً، فإن نفقة أهله حينئذ مقدمة على الدين... وإن كان الدين حالاً، فإن رضي صاحب الدين بإنظاره إلى وقت اليسر، فينفق هذا المال على عياله، وإن لم يرض بذلك، فإن نفقة الأهل مقدمة أيضاً في هذه الحالة على حق الغرماء، فقد ذكر الزركشي في كتابه المنثور في القواعد في فصل: حقوق الآدميين إذا اجتمعت: أن المحجور عليه مقدم على غرمائه بنفقته ونفقة عياله وكسوتهم.
والخلاصة أن نفقة العيال وكسوتهم ومسكنهم ونحو ذلك من ضرورات الحياة مقدم على أداء الدين.
وفي ختام هذا الجواب ننصح السائل بالإكثار من هذا الدعاء الذي رواه أحمد في المسند وحسن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة عن أبي وائل قال: أتى علياً رضي الله عنه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني عجزت عن مكاتبتي فأعني؟ فقال علي رضي الله عنه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله عنك؟ قلت: بلى، قال: قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
والله أعلم.